يُذكِّرني هُدوءُ الثَّلجِ طيفاً
يُسمَّى في المشاعرِ: (لا تُبالِ)!
يُسمّى في التَّفلْسُفِ: (كُنْ جميلاً)
ترَ البردَ المميتَ مِنَ الدَّلالِ!
ومعطفهُ النَّقيُّ يجوبُ قلبي
فيلبَسُ كُلَّ إنسانٍ ببالي!
تشظَّى الثَّلجُ مثلَ بناتِ فِكري
على أرضِ التفكُّرِ والسُّؤالِ
سألتُ الثَّلج: ما معنى التَّماهي؟!
فقالَ: بأنْ تظلَّ على وصالِ!
سألتُ الثَّلجِ: كيفَ يموتُ موتٌ؟
فقالَ: سألتَ عَنْ معنى المُحالِ!
سألتُ الثَّلجَ: ما الأرواحُ؟ قلْ لي!
فقالَ الرُّوحُ من أمرِ الجَلالِ!
بكاءُ الثلجِ مثلَ بكاءِ قلبي
كريمٌ في الجنوبِ إلى الشَّمالِ!
ويتقنُ في التعاتُبِ كلَّ صَمتٍ
كأنَّ الصَّمتَ مِنْ لغةِ الرِّجالِ!
ومهما تبلغِ الآلامُ فيهِ
يعلِّمْها الطُّمُوحَ إلى الزَّوالِ!
سألتُ الثَّلجَ: ما حُبٌّ ودِفءٌ؟
فذابَ الثلجُ! لم يُكرِمْ سُؤَالي!!
______________
عبد الرزاق الناعمة