سْـكَنتَني فـي حـضْنِ قـلْبِكَ يا أبي
وجعلْتَ من شمسِ الفضائِلِ كوكبي
وغـرفـتَ مــن نـبـعِ الـفـضيلةِ غُـرْفةً
لِـتـقولَ يـا مـحبوبتي : هـيّا اشْـرَبي
إنّــــي فــقـيـرٌ يـــا بُـنـيّـةُ فــاعـذري
كـفّـي الـقـصيرةَ لاتَـلومي ، تـعتبي
إنّــي جـعـلْتُكِ فــي فــؤادي شُـعلةً
شــمـعٌ فـــؤادي أَحْـرِقـيهِ ، وذوِّبــي
ودعــــوْتُ ربّـــي أنْ تـكـونـي حُـــرّةً
مٌـذْ كُـنْتِ فـي صُلْبي ، وبينَ ترائِبي
لـومـرّةً صـرخَ الأسـى فـي خـاطري
كـنتِ الـملاذَ مـن الهمومِ ، ومهربي
نــلــهـو بــألــعـابٍ صـنـعـنـاها مــعــاً
ظـهـري حـصـانٌ رَوِّضـيهِ ، وارْكَـبي !
وخُـــذي بـنـيّـةُ عـــن أبــيـكِ وَصـيّـةً
لاتُـغـمـضي طـرفـاً ، وعـنـها تـهـربي
لاتـتـبـعـي الـــزلّاتِ أو درْبَ الــهـوى
سـيري عـلى درْبِ الهُدى لن تتعبي
وإذا الـسـفاسفُ كـالعروس تـجمّلتْ
لاتـقـربـي هـــذا الـجـمـالِ الـخُـلّبي
فــعـلُ الأنـــامِ مـــعَ الـزمـانِ مُـخَـلّدٌ
سـفـرَ الـفـضائلِ مـن ضـياءٍ فـاكتُبي
أَبُــنـيّـتـي إمّـــــا رحــلْــتُ تَــذَكَّــري
مـنّـي الـمحامدَ أَنْـشِديها ، واطْـرَبي
وإذا تـكَـسَّـرَ مـــن حـنـيـنٍ جـانـحي
لا تـتـركـيـنـي لــلأنــيـنِ وتــذهـبـي
كـيـفً ارْتَـحلْتَ وغُـصْنُ روحـي أمْـرَدٌ
حـقلُ الـحياةِ بـمقلتي لم يُعشِبِ ؟!
كــم كـنـتُ أذكُــرُ إذ تُـلامِسُ غُـرَّتي
وتـقولُ لـي فـي هـذهِ الـروحِ اختبي
كـلـماتُكَ الـعـطْرُ الـرهـيفُ بِـخـاطِري
سـتظلُّ زهـراً فـي شـريعةِ مذهبي
رحـمـاتُ ربّــي فــوقَ رمْـسِكَ ديـمةٌ
تـــروي ثـــراه مـــن الـعـبيرِ الـطـيِّبِ
حـسـبـي دُعـــاءٌ إذ يُـواِريـكَ الـثـرى
يــارحـمـةَ اللهِ لِــروحِــكَ يــــا أبــــي
يـــاربّ واجــعـلْ قــبـرَهُ فــي روضــةٍ
والــروحَ طـيـراً فــي الـفضاءِ الأرْحَـبِ
______________
هيام الأحمد