وَطَنٌ أُبِيْحَ .. فمَنْ أَبَاحَهْ ؟!
ومنِ الذي أدْمَى جِرَاحَهْ

ومنِ الذي فَرَشَ الطريقَ
ليكملَ الغازي اجتِيَاحَهْ

ومنِ الذي أوْهَى عزيْمَتَه
وجرَّدَه سِلاحَهْ

ومنِ الذي أودى به لَيْلاً
ونازَعَه صَبَاحَهْ

واغتالَهُ عَمْداً ولمْ
يَزَلِ الأَسَى في كلِّ سَاحَةْ
**
وطنٌ إذا نَفَضَ الجنَاحَ
تَشوُّقاً كسَروا جنَاحَهْ

وإذا تأهَّبَ للمُضِيِّ
مُؤمِّلاً كبَحوا جمَاحَهْ

وإذا تهيَّأَ للصِّيَاحِ
مُنَافِحاً قطعوا صِيَاحَهْ

وإذا استعدَّ لكي يذُودَ
عنِ الحِمى أخذوا رِمَاحَهْ

وإذا تفجَّرَ ثَورةً
عَدُّوا انتفاضَتَه وَقاحَةْ

حتَّى إذا ثارتْ ريَاحُ
إِبَائِهِ، صَدُّوا ريَاحَهْ
**
وطنٌ يَهزُّ جَوَانِحي
فأخَالهُ في كل بَاحَةْ

ويفوحُ عطراً في فمِي
فأظنُّه في كلِّ واحَةْ

أمطرتُهُ شعراً لكي
ينْمُو ، وأجزلتُ امتدِاحَهْ

لِيَظلَّ طَوْداً رَاسِخاً
لَا أنْ يُعاقبَ بِالإزاحَةْ

ليظل حيًّا خالداً
لَا أنْ يُرَبَّى للذِّبَاحَةْ
_________
شعر:عبده نعمان السفياني