أَتيْتُ الشِّعرَ أَسْتسْقي رِضابَهْ
ولكنّي ضَعيفٌ في الكتابَةْ
بُحورٌ بِتُّ أُتْقِنها بِنَظْمي
وأَبْرَع في السِّجال وفي الخِطابَةْ
فلا أَدْري أَمرْفوعٌ كلامي
أَمِ التَّصريفُ نَصْبٌ في الإجابَةْ
بَليغُ الوصف أُبْدِع في المَعاني
وأستجدي النٌّحاة فما الغرابَةْ
طلبت العِلْمَ مِنْ عَلَمٍ بِعِلْمٍ
لِيحْضُرني سَفيهٌ بالإنابَةْ
أتى يَشْتد في نَقْدي نَطيعٌ
ليدنو مِنْ حُروفي كَالذّبابَةْ
بِفلسفةٍ أتى وَبِعين غدرٍ
حُضوراً جاءَ تَتْلوهُ اسْتِغابَهْ
وَربّ البيت لو أُسْقيه هَجْوي
كما بَرَدٍ إذا رَشَقَتْ سَحابَةْ
لَأُبْلي فيه وَصفاً حيث يبقى
يُعاني لا تُفارقه الكآبَهْ
يُواري وَجهه يَخْبو سَفيها
كما الحِرْباء تَقبع في خَرابَةْ
أنا إنْ مَرَّ بي وَقِحٌ يُغالي
سَألْذَعه وأكويه السِبابَةْ
فَبعْضي كَلَّ مِنْ بَعضٍ أَطلّوا
على أَوْتارِ عَزْفهم الرَّبابَةْ
تَخلى الأُنْس عَنْهم إذْ أَشاحت
وجوه البُؤس في خَبَثٍ أَصابَهْ
أنا يا قَوم لا أَدْعو لِحربٍ
ولكنّي سَليطٌ مَعْ دعابَةْ
وَمَنْ كانَ الزُّجاج لديه بيتاً
فلا يَرْمي حَصاهُ على الصّلابَةْ
رِفاقي لا تَلوموا الحِلم منّي
متى حُثَّ الحَليم سَلا صَوابَهْ
وَلي فيكمْ رَجاءٌ أنْ تَزوروا
لِتصْحيحٍ قَصيدي واسْتطابَةْ
بِكُمْ تَحْلو وَمِنْكُمْ أَرْتَويها
فَزيدوا الكَأْسَ إنْ شِئْتم صبابَهْ
ثُبوتُ الصّرْفِ في الأشْعارِ يَحْلو
كَشهدٍ جادَه ساقٍ شَرابَهْ
جُزيتم كُلَّ خَيْرٍ مِنْ إلهي
سَيوفِي كُلَّ ذِي عَمَلٍ ثَوابَهْ
____________
جاسر البزور