الأول من أيلول تاريخ ترك بصمة قاسية في قلبي ..
مات جدي وهو يبلغ من العمر مئة وأربعة أعوام ..واستشهد أبي قبل ذلك بعشرين عاما (1-أيلول 1977) وكنا أنا وأخوتي لا نزال صغارا…وكتبت هذه القصيدة عندما مات جدي نيسان 1997)…
لمّا دعاكَ الله لُبّيَ مَن دعا
لو شابت الأزمان لا لن ترجعا
يا راحلا مهلا إلى أين السُرى؟
لكَ وحشةٌ منها الفؤادُ توجّعا
قرآنكم قربَ الأريكةِ صامتٌ
يتلو لها آياتِه مُتضرّعا
وعيونكم فوق الكتاب تعلّقت
وتقطّرتْ منها الحروفُ فأدمعا
لو عشتَ قرنًا اّخرا ما أٌشبعتْ
منكَ العيونُ ولا الضمير تشبَعا
جدي… ترابك جنَةٌ قدسيةٌ
زهرٌ وعطرٌ فوقَ عطرٍ ضُوّعا
سلّم على مَنْ غادر الدنيا ومَنْ
برحيله بيتًا سعيدًا صدّعا
قد سارَ للرحمن يومًا فجاةً
ما لاح بالمنديلِ..لا ما ودّعا
سلّم عليه فمنذ عشرين التقى
ربّ السّماء وللجنان تطلّعا
سلّم عليه فإننا نشتاقُهُ
قد باكرَ الترحالَ عنّا أسرعا
سلّم عليه , وقلْ له :يا نازحًا
غادرتَنا,..زِدتَ الكبود تفجّعا
غادرتنا وورودُنا ما أينعتْ
والزهرُ في أكمامنا..ما أينعا
غادرتنا والريش في أضلاعنا
زغب الربيع…وكان حِضنك مرتعا
وتركت أمي في الطريق غريبة
تقتات من ألمٍ وتصبر بالدّعا
يذوي شباب كالربيع وما غفتْ
لمّا عيون الناس كانت هجّعا
حمّلتها عبء المصاعب وحدها
حتى غدت أمّين في أمٍّ معا
إنّا لنذكركم بكل عشية
وبكل فجر لاح نور شعشعا
إنّا لنحسد تربة إذ جمّعت
متفارقَين بُعَيد هجرٍ جُمّعا
ربّاه أسكنْ في الجنان كليهما
ربي بغير مثوبةٍ لن نطمعا…
____________
لورين رسلان القادري