ألا مــــا لـنـفـسـي قـــد كـسـاهـا حـبـورهـا …
وكــــانــــت مــــــــن الآلام يــــدنـــو ثـــبــورهــا
هــمــومُ حــيــاة الــمـرء ، والـعـيـش مــوعـرٌ …
ودنـــيـــاهُ ظــلْــمــاتٌ .. فـــــلا يُـــــرجَ نـــورُهــا
لـقـدس الـهـوى فــي الـقـلب أعـلى مـكانةٍ …
تــتــيـه عـــلــى الــبــلـدان ؛ يــعــلـو غــرورهــا
إذا قـــورنــت بــالــمـدن فــالـبـون شــاســعٌ …
وإن قــلـتَ فـــي الأجـــواء ؛ فــاحـت عـطـورهـا
بــتــاريــخـهـا تـــخــتــالُ فــــخـــراً وعـــــــزةً …
مــسـاجـدهـا ، الــطــرْقـاتُ تـــزهــو ، ودورُهــــا
يـسـافر عـقـلي فــي الـقـرون الـتي مـضت …
ويـــقــرأ كـــتْــبَ الــمــجـد بـــيــضٌ ســطـورهـا
هـــي الــقـدسُ .. مــا كـانـت بـيـومٍ مـديـنةً …
ولـــكــنــهــا نـــــبــــض الـــحـــيــاة ونــــورهــــا
هــي الـقدس .. شـاء الله أن يـصطفي لـها …
رجـــــالاً .. جـــنــانُ الــخــلـد عــــدلاً أجــورهــا
رجـــــــالاً يــبــيــعـون الـــحــيــاة لأجـــلــهــا …
أولـــئــك أسْـــــدُ الــحــق .. فــيـهـم نـصـيـرهـا
أولـــئــك جـــنــدُ الله .. أحـــيَــوا جــهـادهـم …
بـــحــربٍ عـــلــى الأعـــــداء حــــامٍ سـعـيـرهـا
أولـي الـبأس .. في الإسراء قد جاء وصفهم …
بـــهــم تـــزهــر الــدنــيـا .. ويــنــقـضُ زورهـــــا
عـــلـــى كــــــل جـــبــارٍ عــنــيـدٍ تــجــبـروا …
أســــودٌ .. بــأهــل الــحـقـد تــغـلـي صــدورهـا
يـــريـــدون تــهــويــداً لـــقـــدس عــروبــتـي …
وهــيــهـات .. إنَّ الـــقــدسَ صــعــبٌ عــبـورهـا
شــوارعــهــا لــــــو ذات يــــــومٍ تــكــلـمـت …
وبــــــــان عــلــيــهـا ســمــتــهـا وشـــعــورهــا
لــقــالـت بـــحــرف الــضــاد عــــن عــربـيـةٍ …
يــريــدونـهـا ســبــيــاً ، وتُــنــســى مــهــورهــا
يــريــدونــهـا غــصــبــاً بــــــلا إذن أهــلــهــا …
ومــــا جــــاز فــــي عــــرف الــعـروبـة جــورهــا
يــريــدون قــلــب الــحــق .. يـصـبـحُ بــاطـلاً …
يــريــدون طــمــس الــشـمـسِ والــنـورُ نــورهـا
ســلـو أيــهـا الأوغـــاد : مَــن أهــلُ قـدسـنا …
ومَــــن عــــاش فــيـهـا يــــوم كــــان ظـهـورهـا
ومَـــن سـاكـنـوها .. الـيـوم والأمــس قـبـله …
ومــــن فــــي حـشـايـاهـا .. بــنـوهـا وحــورهـا
سلو المسجدَ الأقصى .. سلو صخرةَ البراقِ …
تــنــبـيـكـمـو مــــــــن أصـــلـــهــا وجــــذورهـــا
ومـــن فـرعـهـا الـمـمـتد فــي أفــق الـسـما …
ثــــمـــارٌ لــــهـــا قـــــــد أيــنـعـتـهـا زهـــورهـــا
ســتـبـقـى إلــــى يــــوم الـقـيـامـة حــــرةٌ …
ومــهــمــا عـــــلا غـــــدر الـــعــداة وســـورهــا
*** مـــــــحــــــمــــــد جــــــــــانـــــــــب ***