عَبَقُ الورودِ وغصَّةُ الأحلامِ 
يا غوطتي يا جنًّةً في الشّامِ

عامان من عمرِ النّوى لو تعلمي 
ما كان فيها زاد من أسقامي

هذا صديقٌ في الوفاء مِحَجَّةٌ 
وبذاكَ بغيٌ زادَ في الإجرامِ

والشِّعرُ يختصرُ المشاعرَ نحوها
يا ويحَ فتيتِها منَ الآلامِ

وتزيّنتْ بشبابِها وتجمَّلتْ
أَأَصابها حَسَدٌ منَ الأقزامِ

إني أحبك والحروف نوابضٌ 
هذي القنابلُ تبتغي إعدامي

وأنا مليك الحرف لست مؤيدا 
هجرَ الحروفِ منارةِ الإعلامِ

ما عاش من قتل الطُّفولةَ آمنا
في غوطتي سيكونُ دَفْنُ الرّامي

هذي الطُّفولةُ في شَآمي جُرِّدَتْ
من لحمها والعظمُ تحتَ رُكامِ

ما زادَ من روعي وأدمى مهجتي 
صَمْتُ العروبةِ عُصْبَةِ الإسلامِ

كم من صبايا شُرِّدتْ وأراملٍ 
أين الرُّجولةُ تُهْتُ في أوهامي

أينَ الأخُوَّةُ كيفَ غابتْ عنكُمُ 
مهدُ الحضارةِ مَنْبَتُ القَسّامِ

هلْ هذهِ أحكامُ عُرْفٍ أصبحتْ 
تُسْبى الشُّعوبُ بقبضةِ الحُكّامِ

للهِ درُّكُمُ فهذي قِسْمَةٌ 
ضيزى ويا ويلي منَ الآثامِ

ماذا جرى لضمائرٍ ما استحكمتْ 
في غابرِ الأزمانِ للأزلامِ ؟

أَأَصابها وَهَنٌ فراحتْ تنتمي 
في عهدِ مِحْنَتِنا إلى الأصنامِ

أم أنَّها مالتْ فأعجبَها الخنا 
واستلطفتْ من ذُلِّها استسلامي

قَسَما ستبقى غوطتي مهما جرى 
رمْزَ البُطولةِ في مدى الأيامِ

وتعودُ رايتُها تُرَفْرِفُ عاليا 
والجُرْحُ يُبْرَأُ في بلادِ الشّامِ

الشاعر بنان البرغوثي