يا جالساً تُـلقي الكـلامَ تبجُّحـاً
قُـل لي بربّـِك ما الّذي يُرضيكَ
كُفَّ اللسانَ و قُـم لفعلِ مكارمٍ
في يومِ كربٍ مِن لظىً تُنجيكَ
شكوتُ إلی الأحبةِ ضيقَ صدري
فـدلُّـوني عــلی هـجْـرِ الـخـطايا
ּ
وقـالـوا لــي هوى الآثامِ سـجنٌ
وإن اللهَ أعـــــلــــمُ بــالــنــوايــا
ּ
وقــالـوا كـــذَّبَ الأقــوالَ فِـعْـلي
وهـــــذا مــغــضـبٌ ربَّ الــبـرايـا
ּ
وإن مـشـاعري حـاكَـتْ فِـعـالي
وإن قــلـوبَـنـا مـــثــلُ الــمــرايـا
ּ
شـكـوتُ إلـيـهمُ ونـسـيتُ ربّـي
ولـيس سـواهُ يـملكُ لـي هُـدايا
ּ
شـكـوتُ إلـيـهمُ والـقـلبُ يـدْري
بــأن الــداءَ يـكـمنُ فــي هَوَايا
ּ
فــكـيـف أريــــدُ بـيـنـهمُ طـبـيـبًا
وأعــلـمُ قــبـلَ هذا مــا دوايــا
ּ
دوائي دمعةٌ من خشيةِ اللهِ
تهْمي من عُيوني والحنايا
ּ
دوائــي تـوبـةٌ تـشْفي ضـلوعي
وتـروي الـروحَ تـعبقُ فـي الـخلايا
ּ
دوائــــي نــظـرةٌ بـكـتـابِ ربّـــي
وإذعـــــانُ الـــجــوارحِ لـلـوصـايـا
ּ
دوائــي يــا أحـبـةُ غــضُّ طـرْفي
وغــضُّ الـقلبِ عـن حُـبِّ الـصبايا
ּ
فـكـيف شـكـوتُ لـلأحـبابِ ضـيقًا
وكـيفَ نـسيتُ درسـًا في المنايا
ּ
شـكـوتُ ومــا لـغـيرِ اللهِ شـكوی
ولـيس سـواهُ يُـطفِئُ لـي جَـوايا
ּ
فـطـهِّـرْني إلــهـي مــن ذنـوبـي
ولا تَــتْــرُكْ لــــديَّ ولــــوْ بَــقـايـا
ּ
فما لي في سوی العفْوِ انشراحٌ
ولا يُـمـحی بـغـيرِ هــدیً أسـايـا
.
ــــــــــــــــــــــــ
أحمد عرابي الأحمد
صُـروحُ الـمَجدِ تَـبنيها الـصِّقالُ
وثَــوبُ الـنَّصرِ تَـنسجُهُ الـنِّبالُ
فَـلا خُـطبٌ ولا قِـمَمٌ ستُعليْ
لـنـا شـأْنًا كَـما تُـعْلي الـفِعالُ
أَرى يــا قَــومُ لـلـدُنيا رَكـنْـتُمْ
ألَيْسَ تُشدُّ للقُدسِ الرِّحالُ ؟!
أَمَـــا واللهِ لَـــنْ نَـحـيـا كِـرامـاً
وأَقــصـانـا تُــدنِّـسـهُ الــــرِّذالُ
فـفـي الـعِصْيانِ لـلأَعْداءِ قَـهرٌ
ويـبقَى الـعزُّ مـا بَـقي النِّضالُ
وَفــي الـتَّفريقِ إرْهـاقٌ وذُلٌّ
يطيبُ العيشُ ما دامَ الوِصالُ
_________
جمال الجشي
