• Visit Dar-us-Salam.com for all your Islamic shopping needs!

26 يوليو, 2016 لستُ من عشاق سلمى

أضف تعليقك

26 يوليو, 2016 أرض الأعاجيب

أضف تعليقك

ما بـالـها لمْ تـزلْ تـبـكـي و تـنـتـحـبُ 
ما فـاضَ فـيها دمٌ أو أمـطـرتْ سُحـُـبُ
أو دبَّ فـيـهـا بـنـو صهـيـون صاخــبــة ٌ 
أحـــلامــهـم والـــرؤى أمٌّ لــهـم و أبُ
هل مـرَّ فـوق ثـراها الـشـرُّ مـنـتـشيـاً 
أمْ مـرَّ فـوق ثـراهـا الخـوف والــتـعـبُ
أمْ أدركـتـهـا خـيــول الـغـاصـبـيـن ومـا 
أودى بــهـا رَهَــبٌ فــي طــيـّـه رَهَـبُ
أرضُ الأعاجــيـب والتـاريـخ مـطـحـنـة ٌ 
فـيـهـا وحـربٌ وفـيهـا الـهـول والـعـجبُ
ما مـرَّ يـومٌ عـلـيـهـا دون مـلـحــمــةٍ 
صـخـّـابـةٍ هـكـذا قـالـتْ لــيَ الــكــتـبُ
تـحـيـا وتـلك الـرّحى تـحـيـا على دمـهـا 
ولـلـجــراح عـلـــى أرجـائـهـا صـخــبُ
مُـذ خـَط َّ فـيهـا حـمـورابـي مـسلـّـتـه 
بـالأحــرف الـبـكـر والإنـسـان ينـتـحـبُ
رفـقـاً بـهـا لـمْ تـزلْ تـعـبـى مـواجـعـهـا 
تـخـضـلُّ مـن جـرحـها الآمـاد والحـقـبُ
الـدهـرُ يومـان فـيـهـا ، يــوم فــاجــعــةٍ 
ويـــومُ نـصــرٍ لـهـا فـي صـبـحـهِ طـربُ
فـلـلمـنـايـا عـلــى ســاحــاتـهــا لـعــبٌ 
ولـلـمـنـــاقــب فـــي آفــــاقـهــا لــعــبُ
مـعــاول الـهـدم فـيـهـا مـنـذ نـشــأتـهـا 
ولـمْ تــزلْ فـي مـهـبِّ الـريـح تـنـتـصـبُ
حـيـنَ اســتـفـاقَ بـها الـتاريخ داهـمهـا 
طيش الحضارات فاستـشرى بها العطبُ
واجـتـاحـها الـزمن العـاتي وما صـنـعـتْ 
فـيـهـا الـنـوائـبُ والحـرمان و الـسغـبُ
والــيـوم لا حــرَّة ً تــحــيـا سـوى أمـلٍ 
يـحـيــا عـلــيـهــا ولا لــومٌ ولا عــتــبُ
هــذا زمـان الــردى ظــلٌّ لــه و يـــدٌ 
مـخـضـوبـة ُ الـكـفِّ منها يقدح الـغـضبُ
هـذا هـو الـزمـن الــمجـنـون عـلـّـمـهُ 
وحي الأساطـيـر ما يـعـطي وما يـهـبُ
ما زال يـلـقي ظلالا ً والـمـدى حُـجُــبٌ 
حـتـّى الـثـرى عن سماء الله يحـتـجـبُ
و الأرضُ ضــارعـــة ٌ لله بـــاكــــيــــة ٌ 
مُـذ أصبـحـتْ بـدم الإنـسان تـخـتـضـبُ
تـصـخـابُ مـوتٍ عـليهـا وامـتــزاج دم ٍ 
فـيـهـا بـدمـع ٍ مع الـنـهـريـن يـنـسكبُ
لا تـعـذلــوهـا إذا ما أنـبــتــتْ فـزعـاً 
لا تـعـذلـوهـا إذا بــاحــتْ بـمـا يـجـبُ
لا تـعـذلـوهـا فـما جـدَّ الــزمـان بـهــا 
إلا وجــدَّ عــلــيــهـا لـلأسـى ســبـبُ
مـن سالـف الدهر عاث المجرمـون بها 
و الـظـالـمـون ومـا شـاءوا وما رغـبـوا
مـن سـالـف الـدهـر والأيــام حـالـكــة ٌ 
والـشـرُّ فـي حَـلـك الأيـام يصـطـخـبُ
مـن سـالـف الـدهـر ذا جـرحٌ وذا لهـبٌ 
بـلْ تـلـك أرضٌ بـهـا الـتـاريخ يـلـتـهـبُ
كـمْ سـالَ فـيـهـا دمٌ كـمْ نـالـهـا ألــمٌ 
كـمْ ضاع فـيها غدٌ كمْ أظـلمتْ حـقـبُ
كـمْ روّعـوهـا وكـمْ داسـتْ مـنـاكـبـهـا 
جـحـافـل الـغـزو والـطـغــيـان والـنـوَبُ
كـمْ دبَّ فــيـهـا كـما دبَّ الــردى تـتــرٌ 
جـاءوا إلـى هــذه الـدنـيــا وما ذهـبـوا
مازال جـنـكــيــزها حـيـّـا ً وغـاصـبــهـا 
يـجـثـو عـلـيها ومـوج الـموت يضطربُ
والـسـافلـون الألى قـامتْ قـيـامتـهـمْ 
لـمـّـا رأوهــا إلـــى آفــاقــهــا تـَـثِــبُ
أرض الأعـاجـيــب لا يـرضـون أنَّ لــهـا 
مـجـد الـحضارات والخيـر الـّذي نـهبـوا
الـغـربُ ما غـربـتْ عـنـهـا مـكــائــــدهُ 
والـشـرقُ تـلـكَ بنو صـهـيـون والعـربُ
والـقـاتـلـون الـهـوى فـيها بـلا سـبـبٍ 
إلا لأنَّ الـهـوى فــيـهـا هــوىً عـذبُ
والـقـاطـعــون بـحــاراً دونــهـا طــلـبـاً 
للحرب يا بئـسَ ما شاءوا وما طـلـبـوا
والحـاشدون حـشود الشـرِّ جـمـَّعهمْ 
فـي مـلـّـة الـشـرِّ أنْ كــلٌّ لــه أَرَبُ
الـغـاصبـون السنا فـيها وما اغـتـصبوا 
والـجـالـبـون الـردى فـيها وما جـلـبـوا
والـنـاهـبـون غـلالَ الأرض ضـيّــعـهـمْ 
شـيـطانهمْ فـي روابـيـها بـما نـهـبـوا
إذْ يستـفيـقـون من خـوفٍ ومن هلـع ٍ 
والشمسُ فـي كـبد الآفـاق تحـتجبُ
هـــــذا الـعــراق وهـــذا دأبــه وطـنٌ 
لكل خـطـبٍ عـظـيـم الـهـول يُـنتـدبُ
ماذا يـقـولـون لو مادتْ أو انخـسفـتْ 
أرض المـنـايا بهمْ واهـتـزَّت الـشهبُ
مــاذا يـقــولــون لـو آنَ الأوان ومـا 
أبقى لهمْ ساعة ً ينجي بهـا الهربُ ؟
أرض الأعاجـيـب والأيـام تـجـرفــنـي 
نحو المجـاهـيل والساحات تلـتـهـبُ
لا تعذليـني إذا أسرفـتُ في ألـمـي 
لا تـعـذلـيـنـي إذا أودَتْ بـيَ الـنــوَبُ
أرض الأعاجيـب ما غـنّـيت أغـنـيـتي 
إلا لأنَّ الهـوى في خـافـقـي لـجـبُ
___________
مثنى إبراهيم دهام