يا ليلةَ القَدْرِ زوري الأهلَ والجَارا
إنَّ المواجعَ ما أبقتْ لهمْ دَارَا

ولَمْلِمِي وَطَنًا أبناؤهُ نثَروا
للنَّاسِ مِنْ رَحِمِ التَّشريدِ أشعارَا

وصَبَّريْ الأرضَ فيما أودَعُوهَا وما
وارَوا بها فاشْتكَتْ للهِ بشَّارا

وكلَّ مَنْ حَمَلتْ رِجسًا عباءَتُهُ
وظلَّ يَسْجُرُ تَحتَ المِنبَرِ النَّارَا

يا ليلةَ القدرِ لا تُبقي ولا تَذَري
بالشَّامِ مِنْ قِمَّةِ الحُكَّامِ ديَّارا

أتْباعُ كُفرٍ فَبَعْدَ اليومِ لنْ يَلِدوا
إلَّا ذليلًا وزِنْديقًا وكَفَّارا

إنَّ العروشَ إذا ما العُهْرُ أنْبَتَهَا
ستَحصُدُ الذُّلَّ أحقابًا وأطْوارَا

إنَّ النُّفوسَ هُنا كالياسَمينِ بَنَتْ
ما بينَ بيروتَ والشَّهباءِ أستارَا

وكلبُ إيرانَ إذْ يعوي بلثغَتِهِ
ما اسْطاعَ أنْ يجعلَ الأنجاسَ أطهَارَا

وعادَ هُدْهدُهُ بالخِزْيِ وانْكَشفَتْ
سوقٌ لأكثرَ مِنْ سَبعينَ طيَّارَا

وغُربَةُ السَّيفِ لمْ تَنصُرْ خباثَتَهُمْ
أمْ أنَّ للسّيفِ دونَ القَبضةِ الغارَا؟!

ثارُوا وغارُوا على شطِّ الفراتِ فَما
ماتَ الغُرابُ ولا نالوا بهِ ثارَا

ما زالَ أغلبُنا يَسعى بلا عَمَلٍ
ويسألُ اللهَ جنَّاتٍ وأنهارَا

كأنَّنا ما عَلِمْنا شَرَّ أنفُسِنا
أو أنَّنا لم نَزلْ باللهِ كُفَّارَا

ثوبُ الضَّلالِ الذي طالتْ حِياكتََهُ
متى نُمزِّقْهُ نَلقَ اللهَ أخيَارَا .
=================

عبد المجيد الفريج