يا صَديقي لا تُجامِل 
مَن بهِ شرُّ المساوِئ 
صارَ للدّجالِ قَصرٌ 
وَجُسورٌ ومَوانِىء 
نحنُ في أيّامِ بُؤسٍ 
أجهضَ العَدل مُناوِىء 
لا تُهادِن في زَمانٍ 
قلبُهُ للكُفرِ ظامِىء 
أوهَنَ الأنفاسَ فينا 
مِن دِماءِ الشَّعبِ هازِئ
أيُّ مَوتٍ يعتَرينا 
قابضُ الرُّوحِ المُفاجِئ 
كُلُّ ما حَولي دَمارٌ 
يَعرُبيٌّ مُتَواطِىء 
لم يعُد لِلحَقِّ مَنفًى 
غيرُ أوكارِ المَلاجِىء 
كُلُّ جُرحٍ في بِلادي 
قَيحُهُ الإجرامَ مالِىء 
أوهَمونا بِالتّجَنّي 
أعلَنوا حَربَ الطّوارِئ 
ليسَ لِلأخلاقِ دارٌ 
في دهاليزِ المَخابِىء 
أمّتي وَيلاتُ شَعبٍ 
بَينَ مَوبوءٍ وَخاطِىء 
شَرّدوا كُلَّ جَميلٍ 
طَيّبِ الآمالِ هانِىء 
شَرَّدونا كَالحَكايا 
بَينَ أمواجِ الشّواطِئ
رَحّلوا كُلَّ الأماني
وَاستَباحَ الأرضَ خاسِىء 
أيَّ ذُلٍّ حَمّلونا 
يَومَ قالوا أنتَ لاجِئ 
أمّتي ما مِن رَجاءٍ
ماتَ أصحابُ المَبادِئ
_________
عصمت حسان