عاد الربيع و لم أجد نيساني
أأضعتهُ .. أم تاه عن بستاني؟
مالي أرى الأزهار يقطفها الأسى
و بكلّ ناحٍ للهموم معاني
كلّ الحقول تراقصت أفنانها
و انا الفَراش على شفا نيرانِ
هُم يأكلون الدانيات ثمارها
و من الحصاة تكسّرت أسناني
و البرد يصرخ بالخيام و صمتها
يجتثُ من هول المصاب لساني
و تغرّبي بين الأشقّة شقّني
نصفين بل من لوعتي شظّاني
أنا تائه .. أنا ضائع .. و أنا الذي
من ألف قرنٍ تعرفون مكاني
أنا إبن ذاك الياسمين .. فشمّني
قد شوّهوني .. لوّثوا ريحاني
انا ابيض كالثلج .. أقسم إنّما
بارودكم .. و دُخَانكم أعماني
فدعوا بلاد الياسمين لأهلها
حتى تعود لطفلتي أوطاني
أنا ثورة الأحرار ترفض ذِلةً
إما لنصرٍ .. او إلى أكفاني
و معي إله العالمين يحفّني
بالصبرِ سلّحني و بالإيمان
و لسوف أشرق كالشموس مجلجلاً
رغم الظلام و انفه سجّاني
وليد عبيد