اِغنمْ حياتكَ ليسَ عيشُك باقيْ 
ما يزرعُ الانسانُ سوفَ يلاقي 
……….
مرآة عُمركَ في الحياةِ زجاجُها
هو نوركَ المسكوبُ في الأعماقِ 
………..
فإذا أنارتْ شمسهُ أفْقَ الدُّجى
جُزتَ الصراطَ بطلَّةِ الإشراقِ 
………..
وإذا ادلهمَّ الليلُ فيه فأنت مَنْ 
حجبَ الضياء بقسوةٍ ونفاقِ 
……….
لن ينفعنَّكَ مهربٌ يومَ اللِّقا 
رُمتَ السما أو لُجَّةَ الأنفاقِ
……….
لا تحسبنَّ بأنَّ ربكَ غافلٌ 
عمَّا يجيشُ بصدركَ الخفَّاقِ
………..
فهو العليمُ بما تفكِّر وردةٌ
في شامهِ أو نخلةٌ بعراقِ
……….
وهو الوليُّ لكلِّ قلبٍ طاهرٍ
وهو الغفورُ لِطيِّبِ الأخلاقِ
……….
رفرفْ بجُنحكَ في مدى آفاقهِ
تملأْ فؤادكَ من سنا الخلَّاقِ
……
وانظرْ بعينكَ في بديعِ صنيعهِ
يخفقْ بروحكَ طائرُ الأشواقِ
…….
العقلُ في قلبي دليلُ نواظري 
فإذا حُجبتُ فما لنفسي راقِ
…….
يا من له الأنوارُ تهتفُ باسمهِ
إني أراكَ وإنْ وهتْ أحداقي 
…….
في خيط صبحٍ، في النجومِ ،بغيمةٍ
في قلبِ أمٍ ،في رحيمِ عناقِ
………..
في الحزن يعصف بالقلوب مسافرًا 
في خدِّ شمسٍ لاحَ بالإشراقِ
………
الله يا ملكَ الملوكِ وخالقي
أنتَ الحقيقةُ ماسواكَ بباقي
……..
أنت المصيطر ما لغيركَ سطوةٌ
أنتَ الرحيمُ بما تُفيضُ مآقي 
……….
أنت المجيبُ إذا دعوتكَ راجيًا
أنعمْ عليَّ بنعمةِ الأخلاقِ
……..
واجعل فؤادي راضيًا بقضائهِ 
واجعلْ حديثكَ روضةَ المشتاقِ
…….
ربّاه قد تاهت دروبي كلُّها 
إلا سبيلًا أنتَ فيه ألاقي 
…..
ما استأنستْ نفسي بذكركَ مرةً 
إلا وروحي أُسرِجَتْ بِبُراقِ
……….
اِجعلْ حياتي جُلَّها ودقيقَها 
تسعى إليكَ جناحها إشراقي 
……….
واغفرْ ذنوبَ التائهينَ بعودةٍ 
للرُشد بعدَ تَخبُّطٍ وشِقاقِ
…….
واشملْ بلاد المسلمين برحمة 
أعِدِ السلامةَ بعد طولِ فراقِ
…….
ثم الصلاة على الرسول محمد 
خير الأنام وسيد الأخلاقِ
___________
محمود موزة