أخي في الجُوعِ هل مازلْتَ حَـيًّا؟
حِصارُكَ! كيف تهرُبُ من حِصارِكْ؟
فهل يُنجيكَ سَقْفٌ قد تهـاوَى
إذا بَـدَّلْـتَ دارًا بعـدَ دارِكْ؟!
ولـو حـاوَرْتَ بـابًا بعـدَ بـابٍ
فهل بابٌ سيُشرَعُ من حِوارِكْ؟
وهل يُجدي إذا ما صِحْتَ: كُفُّوا
وجـارُ السُّوءِ يَسكُنُ في جِوارِكْ؟
لقد حُوصِرْتَ في نَفَقٍ طويـلٍ
ولا ضـوءٌ يلُـوحُ على انتظـارِكْ
قِطــارٌ كالِــحُ الجَنَــباتِ يَمضي
وتَمضي للهَـلاكِ على قِطـارِكْ
تَضيعُ إذا يَضيعُ، ولسْتَ حُـرًّا
وما يُصغي الضَّياعُ إلى قَرارِكْ
أخي في الهمِّ عُذْرًا من قُيُودي
لأحمِلَ عنكَ هَمَّكَ في احتِضارِكْ
كِلانــا مُرهَـقُ الأحـلامِ دهـرًا
حَمَلْــناهـا، وهـاأنـذا أُشــارِكْ
كِلانــا دامِـيَ القَدَمَينِ يَمشي
عـلى دَرْبٍ تُبَـعْثِـرُهُ المَعـارِكْ
رأيتُ النـورَ مِثلَـكَ، غيـرَ أنِّي
أُحـاوِلُ أنْ أَشُـدَّكَ من إِسـارِكْ
‫‏محمودعمرخيتي‬