• Visit Dar-us-Salam.com for all your Islamic shopping needs!
أضف تعليقك

في ظل صعوبات متنامية تواجه الشباب اليوم؛ أصبح البحث عن حافز -يدفعنا للمواصلة والكفاح- أساساً ضرورياً. والحافز هو الدافع لعمل شيء والمحرّض عليه، وأحياناً ما يتواجد الدافع لفترة ثم يفتُر الحماس ويقلّ الحافز، وهنا تكمن مشكلة العديد من الشخصيات.

هناك نوعان من الحوافز: حافز داخلي ينبع من داخل الشخص، ويستند إلى قناعاته ووضوح رؤيته وثقته بأهدافه؛ وبالتالي يدفعه دفعاً لنيْل تلك الأهداف والسعي لها، بغضّ النظر عن الظروف المحيطة.

كما أن هناك الحوافز الخارجية وهي التي تأتي من خارج الشخص؛ فمثلاً هناك الكثير من أماكن العمل التي تهتم بتحفيز العاملين من خلال منظومة تتضمن كلاً من الثواب والعقاب لضمان استمرارية التحفيز والحفاظ على مستوى الحماس بالعمل؛ ولكن الأكثر فعالية واستمراراً هو الحافز الداخلي الذي ينبع من داخل الشخص؛ لأنه يدفعه للعمل والمثابرة مهما تعددت العوائق.

والنوع الأول هو ما نتحدث عنه اليوم، وهو الأهم؛ لأنه يصبح دافعنا لتخطّي الأيام الأسوأ والوصول إلى النور.

ما هي موانع التحفيز الداخلي (الشخصي) وكيف نتغلب عليها؟

هناك أسباب رئيسية لنقص الحافز الداخلي أهمها:

1/ نقص الثقة بالنفس

وهي أشبه بدائرة مفرغة يدخل فيها الشخص؛ فيزيد العوائق التي تواجهه؛ فإذا كنت لا تؤمن بقدراتك وقدرتك على النجاح من الأساس؛ فكيف تتحفز لعمل لن تنجزه لأنك لا تؤمن أنك تستطيع إنجازه؟ (أترى الدائرة؟)

وللتغلب على ذلك النقص، يجب عليك أن تتذكر أنه لا أحد كاملٌ أو خالٍ من النواقص والعيوب, كما لا نخلو من المميزات أيضاً؛ فاكتب مميزاتك ومواهبك وما أنت قادر على عمله مهما كان بسيطاً لترى كمّ المميزات الخاصة بك، والتي في مُجملها قد ترشدك وتساعدك على اختيار طريقك في الحياة.

الرضا عن النفس هام أيضاً؛ فتوقف عن تأنيب نفسك ولومها على الإخفاق؛ لأنه مرحلة يجب المرور بها في طريقك للنجاح؛ فاسعد بما لديك وانظر لإيجابياتك.

أبرز تلك الإيجابيات.. كرّرها وأعد قراءتها على نفسك، وسترى فعل السحر؛ فتعديل نظرتك إلى نفسك من صورة سلبية (أنا غبي.. أنا فاشل.. أنا غير محبوب.. إلخ) إلى صورة إيجابية، يوثّر في نظرتك لنفسك ولقدراتك بشكل كبير، ويؤهلك لبلوغ أهدافك لزيادة قناعتك بأنك تستحق النجاح، وتذكّر أن الاعتداد بالنفس والثقة يُظهران ويقويّان الحلم الشخصي والأمل.

وهذا يقودنا إلى النقطة التالية:

2/ نقص التركيز في اتجاه محدد، أو غياب الرؤية للهدف المعنِيّ بالتحفيز

إذا كنت لا تعلم بعدُ ما الذي تريد تحقيقه من أهداف؛ فكيف تحفّز نفسك لما لا تعرفه؟ فمن الهام أن تحدد ما تريد إنجازه وتضعه في تفكيرك موضع الهدف، ومن تلك النقطة يبدأ الحراك.

والهدف يبدأ بحلم؛ فلا تستكثر على نفسك الأحلام مهما بدت بعيدة؛ فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، واليأس هو عدوّك الأول، كما أن هدفك يجب أن يكون محدداً؛ فلا يكفي أن تريد الثروة أو النجاح؛ بل الأهم أن تحدد لتلك الثروة طريقاً وتتخيل ما الذي ستنجح فيه بالخصوص ليستقرّ الأمر في تفكيرك ويدفعك لمزيد من الخطوات والعمل؛ فالفرق بين الأماني والأهداف أن الأولى ليست محددة وليس لها جدول زمني بعكس الهدف الذي يحفزنا بوجود خطة تقرّبنا منه.

3/ عدم وجود خطة أو اتجاه

الكتابة والتدوين من أهم الأدوات التي تُبقيك في طريقك وتمنعك من التشتت, اكتب خطتك للنجاح ودوّن مميزاتك؛ حتى لا تغفل عنها أو تنساها في خِضَمّ المشاكل اليومية والإحباطات، كرّس إحدى حوائط غرفتك وسمّه حائط الأحلام, علّق به ورقات كبيرة عليها أهدافك ومميزاتك, وكل ما تخاف نسيانه ليكون أول ما تراه في الصباح.

قد يبدو أمراً مضحكاً؛ ولكن تأثيره كالسحر؛ فحين تعرف هدفك وطريقك سيتكاتف الكون من أجل تحقيق ذلك الهدف.

4/ الأعذار

كثيراً ما نجد أنفسنا نهتم بالعواقب وما يمنعنا من الإنجاز أكثر مما نهتم بالمحاولة, ولهذا يجب أن نتوقف فوراً عن التركيز عما يعوقنا عن النجاح ونركّز على ما نستطيع فعله في ظلّ المساحة المتاحة لنا مهما بدت ضئيلة؛ فلنتوقف عن الكلام ولنبدأ التنفيذ؛ فالمبالغة في التخطيط والانتظار للوقت المناسب قد يكون عذراً جديداً يعطّلنا عن العمل؛ بدلاً من التحفيز عليه. لا تنتظر أن تملك المزيد لتبدأ في السير تجاه حلمك؛ بل ابدأ فوراً؛ فلن يتعارض ذلك مع احتياجاتك للتنمية الذاتية ورفع مستوى تعليمك ومهاراتك.

5/ التشاؤم

التفكير السلبي هو أكبر عدو للنجاح والمثبط الأول للعزيمة, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "تفاءلوا بالخير تجدوه" ونسمع يومياً قصص الناجين من أمراض خطيرة بفضل أرواحهم المتفائلة وتفكيرهم الإيجابي؛ فحين تكرّر في عقلك فكرةً ما آلاف المرات تُخزَّن في ذاكرتك كجزء من الحقيقة؛ فحاول دائماً أن تفكّر في النصف المملوء من الكوب واترك اليأس جانباً.

وتغيير طريقة التفكير يبدو صعباً لأول وهلة؛ ولكنك قادر على تعديل مسار أفكارك بالوعي بها وتغييرها لتتوقّع الأفضل.


والآن؛ فلْتَحلم ولْتَسعَ لجعل حلمك حقيقة في كل يوم.. والله الموفق

 

24 أغسطس, 2011 أمام الباب

أضف تعليقك

ام الباب وقفت.. شيء من العتمة والغبش.. ارتسمت معالم وجهها في العين والقلب.. تخيلت كيف ستأخذني بكل الحب والشوق إلى صدرها… دموعها ستسقط مثل مطر لا يعرف الهدوء.. اشتقت للمسة دفء وحنان من كفها.. اشتقت لمحاولاتها إرضائي بكل الطرق.. كم أتعبتها.. آخر النهار تقف، ترفع يديها إلى السماء، وترجو من الله أن يحفظني لها.. تبتسم حين أحدثها عن شيء من مغامراتي… تفرح لأن الولد أحمد اقترب من عالم الرجولة… رغم ذلك، رغم كل تعلقها وخوفها وقلقها، حملتُ أمتعتي وسافرت.. انتقلت من مكان إلى آخر.. غبت لمدة سنتين.. انقطعت أخباري.. وأخبارها.. لم أرسل أي عنوان.. تركتها لأخوتي يرعونها…

مازال الباب كعهدي به.. لم يتغير أي شيء.. قبل سنتين، كنت أدفعه بقدمي فينفتح… كانت أمي تطلب بإلحاح أن أقرع الجرس… لكن دون جدوى.. أدفعه بقدمي فيذهب قسمه الأيمن إلى الأمام وهو يئن، ثم يصطدم بالجدار… ألف مرة قالت: "يا أحمد حرام عليك… ارحم هذا الباب وارحمنا" ولم أرحم.. كأن بيني وبين خشب الباب نوعاً من الثأر. ضحكت.. أخذت أحدق في الشقوق.. أبحث.. في الماضي كنت أحفر أشياء كثيرة بمسمار أوسكين.. ذكرى… كلمات.. وهكذا.. حمل الباب جزءاً من تاريخ حياتي.. رغم كل شيء كنت أحبه.. وكم ثرت حين فكر أخوتي ذات يوم بتغييره.. استغربوا.. ركبتهم الدهشة.. أداروا رؤوسهم ومصمصوا الشفاه.. ثم رضخوا لرأيي بعد أن انحازت والدتي ووقفت إلى جانبي….‏

آه أيها الباب.. الآن ستكون في الداخل.. أو ستكون عند واحد من أخوتي.. لن أتحمل البيت ورائحته دون وجودها… اشتقت لحركاتها وحنانها.. لرائحة الياسمين الذي تضعه دائماً في صدرها… الآن أشعر كم هي رائعة.. سأحكي لها الكثير عن تشردي وتسكعي في العالم.. كم توسلتْ أن أبقى إلى جانبها.. كنت أحمل رأساً مثل الصخر.. أردت أن أرحل.. ورحلت.. تركتها لدموعها ورحلت…‏

أمام هذا الباب كانت تنتظر… أتأخر ليلاً، فيشتعل القلق في قلبها.. ولا تجد طريقة غير الانتظار أمام الباب.. تفتحه.. وترسل نظراتها في الشارع العريض… مع كل خطوة تطيل النظر.. ثم تتراجع.. تتثاءب بتوتر.. أحياناً ترتدي ثياب الخروج وتذهب من بيت إلى آخر.. تسأل الأصدقاء.. الأقارب.. تضرب كفا بكف.. تسأل عن الولد أحمد الذي أطال السهر… وحين أعود، تضمني إلى صدرها وتبكي… أما سيادتي، فكنت أضحك مسروراً.. أشعر بأهميتي.. كانت تهز رأسها وتذهب إلى فراشها منهكة متعبة مرهقة.. وعلى الطاولة في المطبخ، أجد العشاء جاهزاً…‏

ضحكت… الآن سأدفع الباب بقدمي كما كنت أفعل.. سأدخل بسرعة إلى غرفتها.. ستطير فرحاً.. ستضمني وأضمها.. سأحملها وأدخلها في كريات دمي.. سأعتذر عن ذنوبي.. سأقسم أنني لن أرحل أبداً.. سأجعلها أسعد أم في الدنيا… لن أدفع الباب بقدمي… سأقرع الجرس.. لم أحمل مفتاحاً من قبل.. هكذا كنت دائماً.. سأنتظر أمام الباب حتى تصل وتفتحه.. أعرف وقع خطواتها.. سأنتظر العمر كله.. اقتربت.. رفعت يدي اليمنى… ضغطت على الجرس.. انبعث الصوت حاداً.. ملأ الرنين أذنيّ.. تحول إلى طنين حين نظرت إلى الجهة الأخرى… على يسار الباب ورقة نعوة… رغم العتمة والغبش كان الاسم واضحاً.. المرحومة.. الباب.. أنا.. وضعت يدي اليسرى على الورقة… أغمضت عينيّ.. وأخذ الطنين والدوار يأكلان شيئاً من القلب والحياة والروح…‏
بقلم:طلعت سقيرق

23 أغسطس, 2011 لا تُغضب غالياً

أضف تعليقك

 نقسو على من نحب ..
ونردد الأيام كفيله بإرضائهم ..
ولا نعلم أن الموت ربما يكون له رأي آخر

قريب لي ماتت والدته وهي غاضبه عليه ، ماتت وهو يسوف ويقول :غدا أطيب خاطرها .. ماتت قبل غدا !! وبقيت الحسرة في صدره منذ موتها ،
 
ولن تتركه الحسرة إلاّ برحيله
 
زوج خرج من بيته وقد أغضبته زوجته ، وكانت ( قبلة الصباح ) كفيلة بأن تذيب جليد هذا الغضب .. ! كرامتها أبت عليها ( قبلة الصّباح ) ! وقالت : أخبئها له حين يعود !! لكنه .. خرج ولم يعد !!
 
زوجة تركها زوجها بين جدران بيتها تموت كمداً وظلماً ، خرج وعناده يؤزّه إلاّ يطيّب خاطرها . هو عند عتبة الباب .. كان يخبّئ لها ( وردة مخمليّة ) وهو عائد إليها .. لكنه .. دخل فوجدها مسجاة على فراش الموت !!
 
ابن عاق .. يجرّ باب البيت بقوة ، ومن خلفه أم تبكي أو أب يندب حسرة .. ! لهاثه وراء رغباته .. الصحبة والرفقة .. جعله يؤجّل أن ينطرح عند قدميهما يقبّلهما إرضاءً واعتذاراً .. أغلق الباب وهو يحدّث نفسه .. حينما أعود .. أراضيهما ! لم يعد .. إلاّ بصوت هاتف يهاتفه : ( أعظم الله أجرك ) فيهما !!
 
لي .. ولك .. ولكل إنسان يحمل بين جنبيه قلب ( إنسان ) !
تذكر دائماً …
لا تُغضب غالياً . . ثم تؤجّل إرضاءه إلى غد !!

 

أضف تعليقك

شِعرٌ على فَمِه دِلاءٌ تَرقُبُ الأشْطانَ تَسْحبُها إلى حَلْقٍ نَشفْ

أَدْلَيتُ دَلْوي رَبّما أَروي سُطوراً خَطّها هَمّ على وَرقِ  الشّظ فْ

فَتَشرّبتْ جُدرانُه غَسقَ الكلامِ ولم يُصِبْ منها تَباشيرَ الأَلِفْ

وَاخْتطّ منْ أَوجاعِهِ حُلْماً يَرى الدّنيا جِراحاتٍ عَلى وَتَرٍ نَزَفْ

وَاللّيلُ إنْ تَعطشْ جَوانِحُهُ يُعبّئْ جَوفَهُ منْ أدْمعٍ سُكِبتْ على  نَعلِ  الْجُنودْ

والغانِياتُ تَراقَصتْ أسماؤُهنّ على الشّوارِعِ في تَبَسّمِهنّ ألْوانُ النّغَفْ

فَتَحجّرتْ صُوَرُ القَصيدِ وطالَ فيها ظَلْعُها

وَاسْتَعْسَرَتْ لُغةُ القَوافي والمعاني والشّرفْ

والبحرُ يَغسِلُ هَمّهُ بَين العَواصِفِ..

لا يَرى شَمساً تُضيءُ لهُ عَرانِيسَ الضّحَى

حتى إذا فَزِعَتْ مُلُوحَتُه إلى الشّطْآنِ..

صَدّتْ غَاشِياتُ الرّيحِ صَوتَ الأُمْنِياتْ

ما منْ مَناراتٍ هُناكَ لمنْ تَقَلّبَ في الْمَهانَةِ واسْتَخفْ

أَوَلَمْ تَ رَوا شَعباً يَعيشُ على مَصائِبِهِ..

وَيُلْجئُ ظَهرَهُ لِلْوَهمِ حتى قَادَه دمعُ الأسَفْ

وَنَواضِحُ الأشْعارِ غِيضَ حَليبُها

دُوَلٌ إذا عَطِشتْ حَدائِقُها مَشتْ خُطُواتُها لِلنّوءِ ترجُو الْمُسْتَقَى

وَالرّأسُ يُغرِقُ أَنفَهُ في بِرْكَةٍ حُفِرتْ لهُ حتى كَلِفْ

وأنا على طُرُقِ البَلاهَةِ أمْتَطي خَيلَ الْجُدودْ

وَأُحيكُ ثَوبَ قَصائِدي لَوزاً منَ الأرضِ التي فُجِعتْ على حُلْمٍ سَلَفْ

أَسْتنشِقُ الكَلِماتِ منْ حرفٍ نَما بينَ الخُنوعِ وَبينَ دَمعاتِ الوَرَى

وَحُروفيَ الأُخرَى تُقادُ إلى أَخادِيدِ الرّدَى

نُحِتتْ على أرضي ومكتوبٌ على عَتَباتِها بالضّوءِ قِفْ

وأُنيخُ قلبي فوقَ أوراقِ الْقَصيدْ

كَلِماتُهُ تَأْبَى الْمُثولَ فلا أَرى غيرَ الْجُحودْ

تَجري إلى شَطّ غَريبٍ مُخْتَلفْ

وَأَرى دِماءَ النَّصّ تَدْنو صَوبَ وِديانِ الْجَفاءْ

والشّوكُ يَحْبِسُ وَردَ حَقلي واللّقاءْ

وَتَمَلّقتْ لُغةُ الظّنونِ ولم تَكِفْ

شِعري يُراقِبُ بَعضُهُ بعضاً ويَشْرُدُ منْ مَلامِحِهِ..

يَخافُ اللّونَ في غُرفِ الزّنازِينِ التي تَشْكو الْغُرَفْ

يَتَرَقّبُ الأَقدامَ تحمِلُه إلى نَعْشٍ تَجَهّزَ للرّحيلْ

ويقولُ مالي والقَصيدُ إذا تَعَثّرَ زَنْدُهُ

لم يُورِ ناراً تأْتَلِفْ

لا تَهْمِزوني وارْقبُوا أرضاً تَجيشُ منَ العَسَسْ

أَتْعبتُ شِعري بالتَّمَنّي والتَّخَلّي والتَّجلّي والتَّحلَّي واللّهَفْ

والأُمْنياتُ اسْتَحْدَثتْ ألوانَ تِيهٍ في الغِيابْ

كلّ على سَفرٍ لِيومٍ تَلْتَوِي فيهِ الرّقابْ

فَامْضُوا فما الأعْمارُ إلا وَمْضةً رَقَدتْ على تَلّ خُسِفْ

وَيلٌ لِمنْ تَركَ الثّوانِيَ تَمْتَطي سُنَنَ العَذابْ

منْ كانَ يَخْشَى نارَها فَلْيأَتِ كَفّاً منْ تُرابْ

لنْ تَملِكوا سَرْجَ الصّهيلِ إلى السّحابْ

أَو شَمْعةً للدّربِ إن غَمّ الضّبابْ

قَالوا وليسَ على شِفاهِ القَومِ غيرُ مَسَبّتي: أَنتَ الْخَرابْ

شِعري يَجوعُ على الرّصيفِ ولا أَمُدّ يَدي إلى لَحمِ الكِتابْ

خَمْسٌ منَ اللّبَناتِ أَبْني فَوقَها قَلبي وَأكسُوها الشّغُفْ

فَالغِرّ يَنْسَى رِحْلةَ اللّحظاتِ أو كيفَ الحِسابْ

وَحَسِبتُ أنّي أَسْطَعُ التّطْوافَ حولَ خَواطِري

حَتى رأيتُ فُؤادِيَ الْمَبهُورَ حَجّ ولم يَطُفْ

فَالظّنّ يُغْرِقُني بِحرْفٍ حِبْرُهُ نَارٌ..

وَأحْسِبُهُ معُ الأيامِ بَرداً يَنْصَرِفْ

هَربَ القصيدُ منَ الضّميرِ ونامَ في جَسدٍ رَقَصْ

وَيَميلُ جَفنُ العينِ والصّلبُ اسْتَجابْ

فَيَخِرّ للصّنمِ الذي يُلْقِى العَلَفْ

يا أيّها القَلمُ الْمُكَتّفُ بالذّهولْ

أْرْكضْ بِقلبِكَ هذهِ الدّنْيا قَتُولْ

وَانْفُضْ غُبارَكَ قبلَ أنْ تُطْوَى الصّحُفْ

شعر:صقرأبو عيدة

أضف تعليقك

فقهُ الصمودِ لا يُلَقَّنُ
إنّمــا يأتي تباعاً بعدَ أمطارٍ بنار!
الطفلةُ .. الأمُّ .. الرضيعُ ..
دمُهُمْ يُجمَّدُ ..
موتٌ على الأسفلتِ ..
موتٌ في الفضاءْ!
بعضُ حزنٍ لا يكفي لكلّ هذهِ الأشلاء
دمعُنا المرتاحُ على الأرائكِ لا يكفي
صراخُنا الأخرَسُ في الصدورِ لا يكفي
والموتُ يأتي كلّ ثانيةٍ بالشهداء
ماذا اقترفتِ يا "سُعادْ"..!
لا شيءَ أبي/إلّا كرّاسةً حفظتها
تحكي حكايةَ شعبنا
ماتَ صموداً..
وأعلنَ في الكونِ .. أعلنَ:
لا انحنــاءْ
يا طفلتي نامي قليلاً
واسمعي قصصَ الصغار
خبرٌ عاجلٌ .. قتلى .. دمار!
أقسمَ العربيُّ بالفخذِ .. النهودِ .. وكأسِ شرابهِ المرّ:
هذا الصمودُ خطيئةُ يا أصدقاء!
كيفَ تملكينَ سعادُ بلاغةَ الخطباءِ في الأندلس؟
وجسارةَ الخَطّاب…….!
إحكي لنا يا طفلتي إحكي لنا..
كيفَ القذائفُ في الليلِ
أنجبت هذا الدمار
أينَ اللعبةُ الحسناءُ .. فستانُ العرائسِ..
نظّارةٌ يا طفلتي جاءت على كفنٍ لأحمدَ لونُها لونُ الدماءْ؟
بدأتْ مراسمُ التصفيقِ ..
خرجَت أبقارُ مصرَ أخيراً بالقرار:
نرفضُ شكلَ دكّةِ الموتى
ونرفضُ .. نشجُبُ ..
يا سادتي وكما اتفقنا آنفاً
فلنوقف هذا الحصار!
واستسلمتْ سعادُ باكيةً
تصرخُ أبتي…..!
أبتي يراقُ دمي ..!
أبتي..
ما هكذا فقهُ الصمودِ أبي..
ما هكذا ..
فقهُ الصمود..
ماذا سيُدرَّسُ الثوّار!
الصمتُ جاء…
إنحنى القاتلُ خجلاً..
وأُشعِلَتِ الأنوارْ ..
بقلم:مطر إبراهيم

21 أغسطس, 2011 الفجر قادم

أضف تعليقك

الفجر قادم .

وإن نقص العمر بانتظار من نحتاج .

وإن عجزنا عن ترجمة أحاسيسنا .

وإن اختفت أبجديات نحفظها عن ظهر قلب .

وإن حل صمتنا بديلا عن بوحنا .

وإن خطف مشهد مؤثر أنفاسنا .

وإن كتبنا آلامنا سطرا وتركنا سطرا .

وإن اغتالت حقيقة الواقع أمانينا .

وإن جف الدمع من مآقينا

وإن قام بجرحنا من كان يواسينا .

وإن هجرت سفن أحلامنا مرافئنا .

وإن ملأت أشواك الحياة طريقنا.

وإن فارقت أرواح الأحباب أجسادنا .

وإن رحل شتاء العمر لفصل لا ندري ما يكون .

الفجر قادم .

يقلم:ابراهيم عبد الله


 

20 أغسطس, 2011 أزرع الحب

أضف تعليقك

أملأ القلب بأشواق انتظاري
لو يطول الليل أو يخبو أواري

أجعل الأوقات تشتاق لقائي
وبقائي حالما تحت إزاري

أقطف الوردة أهديها لقلبي
ليس غير الحُبّ أرضى لاقتداري

كلما قلت مضى عزمي، أتاني
فتعلقت بأهداب اصطباري

هكذا كنت أراني مثل طير
غير أني لم أكن حقل اختبار

يا لقلبٍي شابه طول التمنّي
وتثنّى خاشعا دون انكسار

آهِ كم أشتاق من بعد غياب
لشجيراتٍ ونبـــعٍ وجِرارِ

ونسيمات هواء من بلادي
تنعش الروح بأنسام البراري

ولأم تملأ القلب حنانا
ترسم البَسْمة في وجهِ الهزار

قَلِقٌ لكنّما في القلب عزم
يرسل الآهات من بين القفار

دائب التسبيح والتهليل جهراً
نابض القلب بليل أو نهار

أينما كنتُ ولو سرتُ لسجن
فقيودي ملهمات لانتصار

لا تلوموا مدفنا قد ضاق ذرعا
أنا يا ناس بعيد عن دياري

ليَ درب رسم القلب خطاه
لوحة الماضي بألوان احتضاري

فوق هام الشّمس سرجي وحصاني
فوق هاتيك الرّبى صغت قراري

إنّ قاموساً به ذلّ وعجز
ليس قاموس معانٍ لاصطبار

قدسنا ألقي علينا ثوب صبر
سوف نأتي مثل غيم بانهمار

أحسب الأيام من عمري اغترابا
ليس إلا لحظة كان انتظاري

ثمّ أمضي من جديد للرّوابي
أزرع الحبّ وأجني من ثماري

شعر:علي الحوراني

19 أغسطس, 2011 حمص الجريحة

أضف تعليقك

يا سائلي ماذا يحل بداري…أو ما ترى صدري كمرجل نار
أو ما ترى حمص الحبيبة هدمت…أو ما ترى الأوغاد حلُّوا بداري
فقد استباحوا كل شيء حولهم…بل أسرفوا في قتلنا بنهار
قتلوا الشيوخ ومزقوا أشلاءنا…حرقوا المحال بنار حقد تتار
هجموا علينا قد تكالب جمعهم…لم يرعووا فينا لحرمة جار
وكأننا همج رعاع عندهم…وكأننا الباغون في الأمصار
تبا لهم من فرقة دموية…تبا لهم من كافر غدار
يا حمص يا بلد الوليد تصّبري…فالنصر للاسلام والأحرار
يا حمص يا أم الشهادة منزلاً…يا مصنع الأبطال والثوار
حاشا لأهلك أن تذل رقابهم…إلا لرب العالَم القهار
شعر:رياض النجار

أضف تعليقك

زرتُ عكا ذاتَ يومٍ في منامي ….
آه ما أجملَ عكا !
سرتُ فوق السورِ حيناً
قربَ ذكرى جدّنا الجزار حيناً
طفتُ حولَ الأمويّ ،
وقرأتُ النصرَ في كلّ زقاقٍ
رحتُ نحو البحر استرجعُ ما فات
لعلّ الأمسَ يأتي
قلتُ للبحر : أيا بحرُ ما سرُّ جراحي ؟
قلتُ : كيف انقلبَ الموجُ جحيماً ؟
كيفَ صرنا مثل غيم الصيف في كلّ اتجاهٍ ؟
كيف متنا دون موتٍ ؟
ودُفنّا دون قبرٍ ؟
كيف يا بحرُ وكلُّ العرب قالوا : لن نساوم
والسموألُ لم يخن عهداً
وأطراف البوادي تسرجُ الخيل لتغزو
وصهيل الخيل دوّى
في فضاء الحرب دوّى .. لن نهادن .
كيف يا بحر أجبني …؟
فأنا بعضي مع الماضي
وبعضي تائهٌ بين النصوص
أتبع السجع وأغترف القوافي
فإذا قال قفا نبكِ .. بكيتْ
وإذا غار المهلهل نحو شيبان .. أغرتْ
وإذا قال .. أقيموا يا ابن أُمي مُطْيَكُمْ معهم أقمت
فأنا يا بحر نصفي خلف صحراء العروبةِ منهكٌ
وبقايايَ تظنُّ النصرَ موتْ ..!!
وتساءلتُ .. هتفت ..
أَلَكَ ابنٌ آخرٌ تفديه عنا يا سموأل ؟
فاجأتني موجةٌ عذراء قالت : ما جنيت
أيها المنسيّ من كلّ كتابٍ
كيف تأتي .. ولما سبل الماضي سلكتْ ؟
قلتُ عذراً أيها البحر
فحلمي عالقٌ بين الدهور
وصغاري داخل الحلم تركتْ
قال يا ضيفُ أجبني
مَنْ تكون ؟
قلتُ : من هذي الديار .
واسمُ جدّي صابرٌ
وأبي في حقله المنسيّ يزرع عزّةً
وشقيقي تحتَ هذا الرمل يحيا ،
وابن عمي في سجون الظلم ينسج للصغيرة
قبلةً تأتي مع الفجر الضحوك ..
والعصافير تغنّيها لتكتمل الحكاية ،
واسمُ أختي ثورةٌ .
قالت الموجةُ : لكنّي أرى فيكَ غريباً !
أغريبٌ عن ديارك سيدي ؟!
أحفرتَ البؤسَ في خديكَ صرحاً
واحترفتَ الألمَ ؟!
قلتُ : كلاّ .. فأنا عنوان بيتي عنه تهت
بين مدّ الدهر والجزر علقتْ
ولذا قرّرتُ أن أصبح أنت
علّني يا بحر أحضنُ دميتي
وأزيل القيد عنها منشداً..
عكا عروس البحر ..
رمز العزم ..
قاهرة الغزاة .
وصحوت ..
فوجدتُ الحلم سرباً من عصافير صغيرة
ووجدتُ العين تبكي
وملاييناً من الأعراب تهتفُ .. ستعود !
فاعتذرت ..

شعر:خالد طالب عرار
فلسطين

17 أغسطس, 2011 وماذا بعد يا وطني

أضف تعليقك

وَمَاذَا بَعْدُ يَا وَطَنِي؟

مَوَاسِمُ وَرْدِنَا سِيقَتْ لَهَا الرِّيحُ

وَقُلْنَا جَاءَنا نَسَمٌ لَهُ رِيحُ

فَهَبَّتْ في حُدُودِ الْبَيتِ وَانْتَشَرَتْ مَفَاتِنُهَا

وَكَانَ فَتِيلُ سَكْرَتِنَا يَنُوءُ بِلَيلِهِ وَلَهَا

هِيَ النَّشْوَى الّتي سُكِبَتْ عَلى الْجُمُعَاتْ

وَشَيءٌ مِنْ قِمَاشِ الشَّمْسِ يَكْسُو كَاهِلَ الصَّلَوَاتْ

وَقَدْ نُصِبَتْ عَلى صَفَحَاتِ أَعْيُنِنا مَتَارِيسُ الْهَوَى..

وَالنَّائِباتُ عِظَاتْ

وَمَاذَا بَعْدُ يَا وَطَنِي؟

فَلا عَجَبُ

 يُناجِي دَمْعَهُ الْعِنَبُ

وَبَحْرُ دِمَائِنا تَهْفُو لَهُ الأَحْلافُ مِنْ زَمَنِ

فَلا بَاكٍ لَهُ يَأْتِي وَلا رِمْشٌ يَرِفُّ عَلى سَمَا الْعَينِ

وَبَينَ دُفُوفِ رَاقِصَةٍ تُرَاقُ قَصَائِدُ الْوَطَنِ

وَمَاذَا بَعْدُ يَا وَطَنِي؟

عَلى  نَفَسِ الْبِلادِ تَمَرَّغَ الْكَيدُ الّذي حِيكَتْ عَباءَتُهُ بِسَمٍّ..

خَيطُهُ الْجَهْلُ

وَمِنْ عَقِبٍ إِلى عَقِبٍ جَلا النَّسْلُ

فَعَجَّتْ في مَرَابِضِنا لُغَاتٌ سَاقَهَا اللَّيلُ

وَنَغْزِلُ وَقْتَنَا طَرَباً نُرَمِّمُ حَائِطَ الْوَثَنِ

أَيَا وَطَنِي!

وَهَلْ تَبْنِي  الْمَوَاوِيلُ؟

وَمَاذَا بَعْدُ يَا وَطَنِي؟

هِيَ الْفِتَنُ

تُرَصُّ عَلى حَصِيرِ الْقَلْبِ نَسْقِيهَا نَهَارَ الْعُمْرِ وَالْجِيلا

فَتِلْكَ حِكَايةٌُ يَا أُمَّتِي قَدَّتْ لَها دَرْباً إلى التَّابُوتْ

عُيُونٌ تَسْبِلُ الأَهْدَابَ لِلطَّاغُوتْ

قَرَابِينُ الْخِيَانَةِ سَنَّهَا كَفٌّ مِنَ الْجَبَرُوتْ

غُبَارُ الأَرْضِ نَعْجِنُهُ عَلى الأَجْفَانِ تِكْحِيلا

فَأَرْخَتْ سِتْرَها الْبِدَعُ

وَقَدْ نَاخَتْ لَها عَينُ الْمَلامَةِ وَاكْتَفَتْ بِاللَّهْوِ تَعْليِلا

تَهَابُ السَّيفَ إِنْ لَمَعَتْ صَحَائِفُهُ

وَإْنْ رَقَصَتْ مَقَابِضُهُ عَلى الأَعْنَاقِ تَنْكِيلا

وَمَاذَا بَعْدُ يَا وَطَنِي؟

مَعَاطِفُ شَمْسِنا نُشِرَتْ عَلى حَبْلٍ مِنَ الْوَهْمِ

فَهَاجَ الْقَومُ وَاسْتَسْقَوا مِنَ اللَّمَمِ

ضِبَاعُ الْحَشِّ تَلْهُو بَينَ غَاباتٍ مِنَ الأُمَمِ

وَقَلْبُ الْمَرْءِ يَهْرُبُ خَلْفَ مَصْرَعِهِ

فَيَهْوِي خَالِيَ الشِّيَمِ

وَمَاذَا بَعْدُ يَا وَطَنِي؟

دَعَوكَ لِتَخْلَعَ الأَقْدَامَ إِصْرَاراً مِنَ السُّنَنِ

وَتَسْبَحَ في سِباخِ اللَّيلِ وَالْوَسَنِ

وَذاكَ السَّامِرِيُّ أَتَى مِنَ الأَمْصَارِ يَغْرِسُ شَتْلَةَ الْفِتَنِ

فَخُضْنَا في حُرُوفِ الْهَجْرِ نَشْرَبُ لَهْجَةَ الإِغْوَاءِ وَاللَّكَنِ

وَمَاذَا بَعْدُ يَا وَطَنِي؟

فَأَينَ يَلُوذُ ضَوءُ سِرَاجِنا وَالْبَابُ مُنْغَلِقُ؟

أَجِيءُ إِليكَ وَالأَحْلامُ تَنْفَتِقُ

وَعِنْدَ هُمُومِكَ الصَّمَّاءِ أَسْتَرِقُ

فِرَاخَ الشِّعْرِ وَالْكَلِمَاتُ تَنْفَلِقُ

وَأَصْرِفُ دَمْعَهَا غَدَقاً عَلَى وَطَنِي

  وَمَاذَا بَعْدُ يَا وَطَنِي؟

شعر:صقر أبو عيدة