• Visit Dar-us-Salam.com for all your Islamic shopping needs!
أضف تعليقك

في ظل صعوبات متنامية تواجه الشباب اليوم؛ أصبح البحث عن حافز -يدفعنا للمواصلة والكفاح- أساساً ضرورياً. والحافز هو الدافع لعمل شيء والمحرّض عليه، وأحياناً ما يتواجد الدافع لفترة ثم يفتُر الحماس ويقلّ الحافز، وهنا تكمن مشكلة العديد من الشخصيات.

هناك نوعان من الحوافز: حافز داخلي ينبع من داخل الشخص، ويستند إلى قناعاته ووضوح رؤيته وثقته بأهدافه؛ وبالتالي يدفعه دفعاً لنيْل تلك الأهداف والسعي لها، بغضّ النظر عن الظروف المحيطة.

كما أن هناك الحوافز الخارجية وهي التي تأتي من خارج الشخص؛ فمثلاً هناك الكثير من أماكن العمل التي تهتم بتحفيز العاملين من خلال منظومة تتضمن كلاً من الثواب والعقاب لضمان استمرارية التحفيز والحفاظ على مستوى الحماس بالعمل؛ ولكن الأكثر فعالية واستمراراً هو الحافز الداخلي الذي ينبع من داخل الشخص؛ لأنه يدفعه للعمل والمثابرة مهما تعددت العوائق.

والنوع الأول هو ما نتحدث عنه اليوم، وهو الأهم؛ لأنه يصبح دافعنا لتخطّي الأيام الأسوأ والوصول إلى النور.

ما هي موانع التحفيز الداخلي (الشخصي) وكيف نتغلب عليها؟

هناك أسباب رئيسية لنقص الحافز الداخلي أهمها:

1/ نقص الثقة بالنفس

وهي أشبه بدائرة مفرغة يدخل فيها الشخص؛ فيزيد العوائق التي تواجهه؛ فإذا كنت لا تؤمن بقدراتك وقدرتك على النجاح من الأساس؛ فكيف تتحفز لعمل لن تنجزه لأنك لا تؤمن أنك تستطيع إنجازه؟ (أترى الدائرة؟)

وللتغلب على ذلك النقص، يجب عليك أن تتذكر أنه لا أحد كاملٌ أو خالٍ من النواقص والعيوب, كما لا نخلو من المميزات أيضاً؛ فاكتب مميزاتك ومواهبك وما أنت قادر على عمله مهما كان بسيطاً لترى كمّ المميزات الخاصة بك، والتي في مُجملها قد ترشدك وتساعدك على اختيار طريقك في الحياة.

الرضا عن النفس هام أيضاً؛ فتوقف عن تأنيب نفسك ولومها على الإخفاق؛ لأنه مرحلة يجب المرور بها في طريقك للنجاح؛ فاسعد بما لديك وانظر لإيجابياتك.

أبرز تلك الإيجابيات.. كرّرها وأعد قراءتها على نفسك، وسترى فعل السحر؛ فتعديل نظرتك إلى نفسك من صورة سلبية (أنا غبي.. أنا فاشل.. أنا غير محبوب.. إلخ) إلى صورة إيجابية، يوثّر في نظرتك لنفسك ولقدراتك بشكل كبير، ويؤهلك لبلوغ أهدافك لزيادة قناعتك بأنك تستحق النجاح، وتذكّر أن الاعتداد بالنفس والثقة يُظهران ويقويّان الحلم الشخصي والأمل.

وهذا يقودنا إلى النقطة التالية:

2/ نقص التركيز في اتجاه محدد، أو غياب الرؤية للهدف المعنِيّ بالتحفيز

إذا كنت لا تعلم بعدُ ما الذي تريد تحقيقه من أهداف؛ فكيف تحفّز نفسك لما لا تعرفه؟ فمن الهام أن تحدد ما تريد إنجازه وتضعه في تفكيرك موضع الهدف، ومن تلك النقطة يبدأ الحراك.

والهدف يبدأ بحلم؛ فلا تستكثر على نفسك الأحلام مهما بدت بعيدة؛ فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، واليأس هو عدوّك الأول، كما أن هدفك يجب أن يكون محدداً؛ فلا يكفي أن تريد الثروة أو النجاح؛ بل الأهم أن تحدد لتلك الثروة طريقاً وتتخيل ما الذي ستنجح فيه بالخصوص ليستقرّ الأمر في تفكيرك ويدفعك لمزيد من الخطوات والعمل؛ فالفرق بين الأماني والأهداف أن الأولى ليست محددة وليس لها جدول زمني بعكس الهدف الذي يحفزنا بوجود خطة تقرّبنا منه.

3/ عدم وجود خطة أو اتجاه

الكتابة والتدوين من أهم الأدوات التي تُبقيك في طريقك وتمنعك من التشتت, اكتب خطتك للنجاح ودوّن مميزاتك؛ حتى لا تغفل عنها أو تنساها في خِضَمّ المشاكل اليومية والإحباطات، كرّس إحدى حوائط غرفتك وسمّه حائط الأحلام, علّق به ورقات كبيرة عليها أهدافك ومميزاتك, وكل ما تخاف نسيانه ليكون أول ما تراه في الصباح.

قد يبدو أمراً مضحكاً؛ ولكن تأثيره كالسحر؛ فحين تعرف هدفك وطريقك سيتكاتف الكون من أجل تحقيق ذلك الهدف.

4/ الأعذار

كثيراً ما نجد أنفسنا نهتم بالعواقب وما يمنعنا من الإنجاز أكثر مما نهتم بالمحاولة, ولهذا يجب أن نتوقف فوراً عن التركيز عما يعوقنا عن النجاح ونركّز على ما نستطيع فعله في ظلّ المساحة المتاحة لنا مهما بدت ضئيلة؛ فلنتوقف عن الكلام ولنبدأ التنفيذ؛ فالمبالغة في التخطيط والانتظار للوقت المناسب قد يكون عذراً جديداً يعطّلنا عن العمل؛ بدلاً من التحفيز عليه. لا تنتظر أن تملك المزيد لتبدأ في السير تجاه حلمك؛ بل ابدأ فوراً؛ فلن يتعارض ذلك مع احتياجاتك للتنمية الذاتية ورفع مستوى تعليمك ومهاراتك.

5/ التشاؤم

التفكير السلبي هو أكبر عدو للنجاح والمثبط الأول للعزيمة, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "تفاءلوا بالخير تجدوه" ونسمع يومياً قصص الناجين من أمراض خطيرة بفضل أرواحهم المتفائلة وتفكيرهم الإيجابي؛ فحين تكرّر في عقلك فكرةً ما آلاف المرات تُخزَّن في ذاكرتك كجزء من الحقيقة؛ فحاول دائماً أن تفكّر في النصف المملوء من الكوب واترك اليأس جانباً.

وتغيير طريقة التفكير يبدو صعباً لأول وهلة؛ ولكنك قادر على تعديل مسار أفكارك بالوعي بها وتغييرها لتتوقّع الأفضل.


والآن؛ فلْتَحلم ولْتَسعَ لجعل حلمك حقيقة في كل يوم.. والله الموفق

 

24 أغسطس, 2011 أمام الباب

أضف تعليقك

ام الباب وقفت.. شيء من العتمة والغبش.. ارتسمت معالم وجهها في العين والقلب.. تخيلت كيف ستأخذني بكل الحب والشوق إلى صدرها… دموعها ستسقط مثل مطر لا يعرف الهدوء.. اشتقت للمسة دفء وحنان من كفها.. اشتقت لمحاولاتها إرضائي بكل الطرق.. كم أتعبتها.. آخر النهار تقف، ترفع يديها إلى السماء، وترجو من الله أن يحفظني لها.. تبتسم حين أحدثها عن شيء من مغامراتي… تفرح لأن الولد أحمد اقترب من عالم الرجولة… رغم ذلك، رغم كل تعلقها وخوفها وقلقها، حملتُ أمتعتي وسافرت.. انتقلت من مكان إلى آخر.. غبت لمدة سنتين.. انقطعت أخباري.. وأخبارها.. لم أرسل أي عنوان.. تركتها لأخوتي يرعونها…

مازال الباب كعهدي به.. لم يتغير أي شيء.. قبل سنتين، كنت أدفعه بقدمي فينفتح… كانت أمي تطلب بإلحاح أن أقرع الجرس… لكن دون جدوى.. أدفعه بقدمي فيذهب قسمه الأيمن إلى الأمام وهو يئن، ثم يصطدم بالجدار… ألف مرة قالت: "يا أحمد حرام عليك… ارحم هذا الباب وارحمنا" ولم أرحم.. كأن بيني وبين خشب الباب نوعاً من الثأر. ضحكت.. أخذت أحدق في الشقوق.. أبحث.. في الماضي كنت أحفر أشياء كثيرة بمسمار أوسكين.. ذكرى… كلمات.. وهكذا.. حمل الباب جزءاً من تاريخ حياتي.. رغم كل شيء كنت أحبه.. وكم ثرت حين فكر أخوتي ذات يوم بتغييره.. استغربوا.. ركبتهم الدهشة.. أداروا رؤوسهم ومصمصوا الشفاه.. ثم رضخوا لرأيي بعد أن انحازت والدتي ووقفت إلى جانبي….‏

آه أيها الباب.. الآن ستكون في الداخل.. أو ستكون عند واحد من أخوتي.. لن أتحمل البيت ورائحته دون وجودها… اشتقت لحركاتها وحنانها.. لرائحة الياسمين الذي تضعه دائماً في صدرها… الآن أشعر كم هي رائعة.. سأحكي لها الكثير عن تشردي وتسكعي في العالم.. كم توسلتْ أن أبقى إلى جانبها.. كنت أحمل رأساً مثل الصخر.. أردت أن أرحل.. ورحلت.. تركتها لدموعها ورحلت…‏

أمام هذا الباب كانت تنتظر… أتأخر ليلاً، فيشتعل القلق في قلبها.. ولا تجد طريقة غير الانتظار أمام الباب.. تفتحه.. وترسل نظراتها في الشارع العريض… مع كل خطوة تطيل النظر.. ثم تتراجع.. تتثاءب بتوتر.. أحياناً ترتدي ثياب الخروج وتذهب من بيت إلى آخر.. تسأل الأصدقاء.. الأقارب.. تضرب كفا بكف.. تسأل عن الولد أحمد الذي أطال السهر… وحين أعود، تضمني إلى صدرها وتبكي… أما سيادتي، فكنت أضحك مسروراً.. أشعر بأهميتي.. كانت تهز رأسها وتذهب إلى فراشها منهكة متعبة مرهقة.. وعلى الطاولة في المطبخ، أجد العشاء جاهزاً…‏

ضحكت… الآن سأدفع الباب بقدمي كما كنت أفعل.. سأدخل بسرعة إلى غرفتها.. ستطير فرحاً.. ستضمني وأضمها.. سأحملها وأدخلها في كريات دمي.. سأعتذر عن ذنوبي.. سأقسم أنني لن أرحل أبداً.. سأجعلها أسعد أم في الدنيا… لن أدفع الباب بقدمي… سأقرع الجرس.. لم أحمل مفتاحاً من قبل.. هكذا كنت دائماً.. سأنتظر أمام الباب حتى تصل وتفتحه.. أعرف وقع خطواتها.. سأنتظر العمر كله.. اقتربت.. رفعت يدي اليمنى… ضغطت على الجرس.. انبعث الصوت حاداً.. ملأ الرنين أذنيّ.. تحول إلى طنين حين نظرت إلى الجهة الأخرى… على يسار الباب ورقة نعوة… رغم العتمة والغبش كان الاسم واضحاً.. المرحومة.. الباب.. أنا.. وضعت يدي اليسرى على الورقة… أغمضت عينيّ.. وأخذ الطنين والدوار يأكلان شيئاً من القلب والحياة والروح…‏
بقلم:طلعت سقيرق