13 أغسطس, 2011 نداء إلى نفسي ….
تُسَوّفُ في المتاب و لا تتوب
و ترتع في الذنوب و لا تثوبُ
تحِنُّ إلى الذنوب حنين صبٍّ
كثير الشوق فارقه حبيبُ
إذا قارفتها آنست أنساً
و إلا ضاق مأواك الرحيبُ
و هان عليك منك الذنب حتى
غدت رُكْناً بِمَحْياكَ الذنوبُ
و تعلم أنْ ستسكن ضيق قبر
فلا خِلٌّ يُجيرُكَ أوْ قريبُ
و تحشر بعدها في يوم حشر
و تغشاك المخاوف و الكروبُ
و لو مِنْ قبلُ كنت خشيت حقاً
لَفُزْتَ إذاً و أَمّنَكَ المجيبُ
فلا تحقر صغير الذنب و اعلم
بأنَّ الذّنب تتبعُهُ ذنوبُ
دعيت بقول ربك (( فاستجيبوا ))
فمالك كالأصم …… ألا تجيبُ
و تقرأ في الكتاب و لا تبالي
كأنك ما قرأت به (( أنيبوا ))
و تعجب إن أصابك ضيقُ عيشٍ
ففعلك لو علمت هو العجيبُ
ترى الأموات جَدَّ بهم رحيلٌ
عن الدنيا و أنت بها لَعوبُ
فإن أصبحت حيّا لا تؤمّلْ
فقد يأتيك بالموت المغيبُ
تقارف ما تقارف ثم تأوي
و قد غضب المُهيْمنُ والحسيبُ
وغرَّكَ زُخْرفُ الدنيا بهيجاً
و أنساك الردى العيش الرطيبُ
فلا تركنْ إليها و اطَّرحْهَا
تَطِبْ نَفْساً كما الدنيا تطيبُ
و عش فيها غريباً حِذْرَ يوم
يصير إلى نهايته الغريبُ
أطعت النفس حتى صرت
عبداًلنفسك لا تثوب ولا تؤوبُ
فلا تغلبك نفسك و اعْصِيَنْها
كما يعصي الهوى الرجل الأريبُ
و قُلْ : يا نفسُ يكفي طاوعيني
فإن الموت يا نفسي طَلوبُ
غداً أو بعده ألقى المنايا
كِلا اليومين يا نفسي قريبُ
غداً أُفضي لما قدّمتُ ويلي
إذا لم تُغْتفرْ غداً الذنوبُ
تَخَفّى بالذنوب و أنت تدري
بأنَّ الله مُطّلعٌ رقيبُ
أتخفي ما الإله به عليم
فلا يجديك سترك و الهروبُ
فإن لم تخشه فاستحْيِ منه
حياءَكَ أن يُرى منكَ المَعيبُ
و فِرَّ إليه منه تكن سعيداً
كذلك يفعل الفَطِنُ اللبيبُ
وقل : يا ربُّ رَوِّ القلب تَوْباً
كما يُرْوى من الغيث الجَديبُ
و باعِدْ بين عصياني و بيني
كما الإصباح عنه نأى الغروبُ
شعر:محمد الحارثي