ألف وخمسون عاما بضعةٌ زيدوا**
مرت على خالد في "عدت يا عيدُ"
إن عشت في مصر لا تهتفنْ عجبا
إن كان يعجبنا في البؤس تخليد
أو كان يحكمنا من بعد ثورتنا
غغلٌ دواعرُ أنجاسٌ مناكيد
يا حسرتي أبدا يا بؤس منزلتي
أنَّ الذي قد هُجِي من قبلُ إخشيد
وأن مرمانا لا يكتفي ذلا **
منكَّسٌ رأسًا رفاقُهُ الصِّيدُ
في كل واقعة له يُلازمهُ**
ذل على ذل هزلٌ وتنكيد
يجرُّ خيبته وينتشي كذبا**
وفي حماسته دمعٌ وتنهيد
يخوض معركة زهوا وغطرسة**
فيصيب أليته رمحٌ وسفودٌ
فليشغرنْ فاها ولينعقنْ دهرا**
هل ذلكم حقا ثَبْتٌ وصِنديد؟!
من كان قزمكم رجلا بعينيه**
كمن رأى استكم فقال ذا الجيدُ
وعن دمامته وقبيح خلقته**
حدِّث ولا جورٌ فذاك تقليدُ
لا تجزعنْ يوما أن تلتقي مسخا 
يبدو لرغبته جهدٌ وتسهيد
يحكي وسامته ويُحيلها غَزَلا
يعلو محيَّاهُ قهرٌ وتعبيد
لو قلتَ في جدلٍ: الشمسُ طالعةٌ
يقول: كاذبةٌ ولدي تفنيد
من كان وضعا في التحديث مذهبه
ماذا عساها تعنيه الأسانيد
من ذا يجادل موتورا وذا عِوج
من ليس ينفعه طب وتمريض
لو كنت آمرهم للفظت في حنق 
إن كنتمُ مرضى لا تنتحوا بيدوا
إن كان فخركمُ صيدا من الجيف 
وإمامُكم كلبٌ هيَّا الهثوا صيدوا
أحمد حمدون