ضـمّد جـراحك واترك ذكر من قذفوا … ومـا يسوءك من حقد لمن سخُفوا
ولست تُرضى البرايا فى مشاربهم … شـتـى مـآربهم , تَـرضى وتـختلف
لـئن أصـبتُ بـقولى كـان ذا شـرف … وإن تـعـثّـر حـظـى خـانـه الـشـرف
يــا ربَّ يــوم ضـمرت الـحب أنـظمه …ومـــا رمـيـت إلــى ذنــب فـأقـترف
بـيـض ضـمـائرنا مــن كــل شـائـبة … وقـد يـؤازر ذو الإخـلاص مـن عـرفوا
أنــام مــلء جـفـونٍ فــى قـنـاعتها … والله أخـشـى إذا أخـطـأت أرتـجـف
ومـــن تــكـون لـــه الـدنـيا مـواتـية … تــأتـى إلــيـه بــيـومٍ كــلـه هـــرف
ومــن يـعمّر فـى مـال وفـى سـعة … لابـــد يـرمـيه فــى أحـوالـه خــرف
الـناس تبلى فهل فى الناس مدكر … ومــا رأيــت كـما الإحـسان أغـترف
إن رام حـاسدنا مـا رام مـن حـسد … أو إن رمــانـا بــمـا يـهـواه مـهـترف
يــا طـالـما قـصّـرت مـنـى مـجاوبة … خـوفـا مــن الله لا جـبـن ولا صـلف
والشعر ملكى وطوع الكف يعرفنى … وقــد رضـعت لـها الأشـعار أحـترف
إن شـئت كنت جحيما فى طبائعه … أو شـئـت كـنت زلالا جـاده الـوطف
لـكـننى بـعـد هـذا الـعمر يـربأ بـى … صــدق الـمقال فـلا أنـفكُّ أرتـشف
أخـــاف يــومـا لـقـاء الله يـسـألنى … عـما فـعلت وعـن ذنـبٍ لـه اقـترف
مــاذا أقــول لـربـى فــى مـسائلة … والـنـار تـلقف شـرَّ الـناس تـختطف
خـوفى من الله عن جرم ليعصمنى … ولا أبــالـى إذا مـــا الـغـير يـجـترف
إثـمـا وشـتـما ومـا أكـديت أنـصحه … إن الـنصيحة لا تـجدى لـمن سرفوا
ضـمّد جـراحك واسـأل عن محاذرة … قـــاوم بـــلاءك إن الـعـمر يـنـصرف
فـالـمثمرات مـن الأشـجار يـحصبها … قــوم لـهـم نـفعها فـى ظـلها ورف
تـغـرى بـهـم حـاجـة أو ربـما عـبث … والله أعــلـم أحـــوالا بـمـن جـنـفوا
إن كـان حـظى مـن الـدنيا مـرارتها … فــمـا أبـــدّل مـــن أمـــر وأعـتـرف
_____________________
حسن الأفندي