تـسـاورنـي أحـــزان قـلـبي وتُـضـرَمُ
فــأي نـعـيم فــي ابـتئاسي مُـقَوِّمُ؟!
و أطــوي مِــنَ الأحـزانِ لـيـلًا وأرتَـوِي
بِكأسِ الأَسَى ضَيمًا ومـا الطَّرفُ مُنعَمُ
وكـيـفَ يـنامُ الـجفنُ والـقـلبُ مُـلهَبٌ
كَــأَنِّــي وذا الهــمُّ ائــتــلافٌ مُــرَكَّـمُ
أُكَـابـدُ أَهــوالَ الـلَّـيّالي إِلَــى غَــدِي
ويَـعْـصِـفُ بِــي هَــمٌّ فـيَـذكَو الـتَّـألُمُ
وأَنــأَى عــن الـخـلَّانِ أسـكنُ دجـيةً
يُـنَـادِمُـنـي فـيـهـا سُــهَـادٌ مُـجَـشِّـمُ
فَــأَرنــو إِلــــي فــجــرٍ بـعـيـدٌ مـنـالُـهُ
ويَـغشَى فُـؤَادي الـيـأسُ يدنو ويجثُمُ
ومِــنْ عَـجَبٍ إنْ حـلَّ صـبحٌ أَصـابَني
شـقــاءٌ وهــمٌ فــي حَـشَايَ مُـكَتَّـمُ
وكَــم هـدَّني فَـقْـدُ الـسِّنيـن وراعَنِي
مَـشِيبٌ عتيٌّ جال في الشَّعْرِ يَرسمُ
فَـمَـنْ لــي إذا الأيّـامُ أَخـنَتْ بِـبَأسِهَا
عـلى مُـهجتي تـغتالُ حلمي وتـهدمُ
ولَـــمْ تُــبْــقِ إلا صــورةً وحُـشــاشةً
وذِكــرَى بـها يـسلو الـجريحُ الـمُهَضَّمُ
إِذَا ضـمَّـنِـي لـيـلٌ تـفـيضُ مَـدَامـعي
ويـَدهَـمُـني صــمـتٌ مــريــرٌ مُـخَـيِّـمُ
فَـأَسـرِي وفـي صـدري قروح تفاقمتْ
ويُـلـهـبها سَــجـعُ الـحـمـامِ فَـتُـضرَمُ
وكــمْ بِــتُّ لـلإصـباحِ مُـرتَقِبًا عـسى
يَـلُـوحُ بـشمسٍ فـي ضِـيَاها الـتَّبَسُّمُ
فَــيسقي فؤادي بَــارقٌ من شُعَـاعِهَـا
يُــغَـازلُ حُـلـمـي بــاتــقــادٍ ويَـلـثُـمُ
سِـــوَايَ مِــنَ الأحــزانِ خــالٍ مُـنَـعَّمٌ
ولــكـنَّ مِـثـلـي لا يَــبـوحُ .. و يـكـتمُ
فَـيَـا لـيـلُ أقـصـرْ مـن ظَـلَامِكَ عَـلَّني
ألاقــي ضـيـاءً فـيـهِ يـمـضي الـتَّوَجُّمُ
أُصَــادِقُ قـومـي مِـنْ فـؤادي صَـفَاءَهُ
وأُمـسِكُ حُـزني فـي الحَنَـايـا وأَبْسُمُ
و إنِّــــي وطــيـدٌ ذو أنـــاةٍ و أَرتــجـي
غــدًا مُـشـرقًا أحـيَـا سَـنَاهُ .. وأَنـعَمُ
___________________
محمد عطيه عثمان خليل