وَقَــــفَ الـحِـمـارُ بِــربـوةٍ مُـتَـأمِّـلاً
فــــإذا الـخَـلائِـقُ حــولَـهُ أقـــزامُ
فـدعاهُمُ أن يـسمعوا و بِـأن يـعوا
فـهْـوَ الـرئـيسُ الـقـائدُ الـصَمصامُ
و الـقِـردُ صـفَّـقَ لـلخِطابِ مُـحَذِّراً
أنَّ الَّــذي يـعـصي الـحِـمارَ يُــلامُ
و الـكـلـبُ بــارَكَـهُ و هَـــدَّدَ قـائـلاً
إنَّ الـمُـخـالِـف لـلـرئـيـسِ يُــضـامُ
و الـضَّـبـعُ أعـلـنَها لـهُـم مُـتَـوَعِّداً
لـلـمـارِقـين مــشـانِـقٌ ســتُـقـامُ
فالشَّعبُ هم من أذعَنوا أمَّا الَّذي
يــأبـى فــألـوانَ الــعَـذابِ يُـسـامُ
و اقـتـيـدَ لـلـتَّحقيقِ فـهـدٌ رافــضٌ
أمَّــــا الـنُّـمـور فـخـانَـها الإقـــدامُ
و الـلَّـبوةُ اخـتُطِفت و قـيل لِـلَيثِها
إنَّ الــــــزواجَ بــلــبــوةٍ لَـــحـــرامُ
و الـصَّـيدُ صــودر لـحـمُهُ لـحـمارِنا
و نـصيبُ مـنْ غَـنِمَ اللُّحومَ عِظامُ
فَـشَهِيَّةُ الـجحشِ الـرئيسِ تغيَّرت
و هـوى عـنِ الفَكِّ الضَروسِ لِجامُ
مــا عـادَ فـي الأدغـالِ مـن مُـتَمَرِّدٍ
فـمصيرُ مـن شَـقَّ العصا الإعدامُ
الــحـالُ هــذي لـلَّـذين حـمـيرُهُم
و ضِـبـاعُـهُـم و كِــلابُـهُـم حُــكَّـامُ
_________________
محمد علي الخلف