• Visit Dar-us-Salam.com for all your Islamic shopping needs!
أضف تعليقك

          في موسم الانتخابات في الولايات المتحدة  الأمريكية يتسابق مرشحو الرئاسة و خاصة مرشحو الحزبين الكبيرين الديمقراطي و الجمهوري ، في عرض بضائعهم الرخيصة استرضاء للشيطان الأكبر إسرائيل ، و اجتلابا لأصوات اللوبي الصهيوني هناك ، فليس صحيحا أن الولايات المتحدة بكل حجمها و ثقلها هي الشيطان الأكبر كما يقول البعض ، مع كامل احترامنا و تقديرنا لجميع الشعوب و القوميات المكونة للنسيج الاجتماعي في الولايات المتحدة ، فنحن هنا لا نتحدث عن الناس العاديين ، المضللين في غالب الأحيان بواسطة الأداة الإعلامية المسيطر عليها من قبل اللوبي الصهيوني و أعوانه الرأسماليين ، بقدر ما نتحدث عن شيطان الدولة الأمريكية و سياستها الداعمة بلا حدود لإسرائيل ، القائمة على خدمتها و التذلل العميق لها في خضوع يشبه خضوع العبيد و استكانتهم ، فمن الأكبر و من الأصغر هنا يا ترى ؟ !
          و في الحقيقة فإن جماعة ما يسمى بالجمهوريين الجدد ، أو المتمسحين الجدد يؤمنون إيمانا عميقا بوجوب مساندة إسرائيل و مساعدتها من أجل تسريع يوم القيامة كما يعتقدون ، إذن فإن للعلاقة بعد إيماني و ليس مجرد مادي ، و هنا تبرز أهمية إسرائيل كرمز إيماني يكاد يصل حد التأليه !
     يأتى ذكر ذلك بعد تصريحات المرشح الجمهوري المحتمل لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية ، و رئيس مجلس النواب السابق نيوت جينجريتش لإحدى المحطات التليفزيونية اليهودية ،  التي أدلى بها في 9 /12/ 2011 بل و أكد عليها في اليوم التالي ، قال فيها إن الشعب الفلسطيني هو شعب مختلق و ملفق ، و أنهم جميعا مجرد إرهابيين يسعون إلى تدمير إسرائيل ، و أنه لم تكن هناك يوما دولة تسمى فلسطين ، فمن الملاحظ هنا أنها تصريحات تذكر بالمقولة الصهيونية الشهيرة : أرض بلا شعب لشعب بلا أرض و تكرار نمطي للخطاب الصهيوني الأشد عدوانية في تاريخ الصراع ،،
      و السؤال الذي يطرح نفسه هنا : إذا كان هذا هو فكر و عقلية و توجه الصفوة السياسية في الولايات المتحدة ، خاصة و أن أوباما قبله  كان قد شدد و أكد على استراتيجية العلاقات بين الولايات المتحدة و إسرائيل و عبر عن الدعم المطلق و اللامحدود لها ، و إذا كانت هذه قمة الهرم السياسي في الولايات المتحدة ، فعلى ماذا يعول ساستنا و يراهن قادتنا الدائرين في أفق السلام المغلق إلى الأبد ؟ فيما تنتهك إسرائيل جميع القوانين و الأعراف الدولية و على جميع المستويات ، فتقتل البشر و الشجر و تدمر البيوت و الحجر ، تغير معالم القدس و تنفذ حفرياتها و هدمها في الأقصى و تطمس المعالم الأصيلة للمدينة كلها ، تصادر الأراضي و تزيد في الطوق المضروب حول المدينة المقدسة ، فحتى في حالة قبولنا بالعيش مع اليهود على أرض فلسطين ضمن اتفاقية سلام موقعة ، فإن ذلك قطعا لا يعني لنا إلا أن تكون القدس و المسجد الأقصى في أيدي المسلمين ، و تحت سيطرة الفلسطينيين الكاملة ، و أي حلول و اتفاقيات دون ذلك لن تصمد حتى جفاف الحبر الذي كتبت به ، و لقد كان أول وعود المرشح المحتمل المشؤوم نيوت جينجريتش للإسرائيليين نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس في حال فوزه بالرئاسة ، فعلى قادتنا و ساستنا البحث عن استراتيجيات جديدة و بديلة ، تمكنهم من إدارة الصراع الطويل في مرحلته المقبلة ،،
       و على نيوت جينجريتش أن ينتبه لكلماته و تصريحاته و ألا ينزلق بعيدا خلف كرسي الرئاسة ، و عليه أن ينتبه حتى لا نتهمه نحن بما يتهمنا هو به ، فهل الولايات المتحدة الأمريكية سوى تجمع سكاني كبير و تركيبة من مختلف القوميات و الجنسيات الموجودة على كوكبنا ؟ ألا يلاحظ جينجريتش تفكك المجتمع الأمريكي و عدم الانسجام بين شرائحه الاجتماعية  المختلفة و ضعف التواصل بينها بل انعدامه في كثير من الأحيان ؟ أليست الولايات المتحدة مشروع استعماي كبير لا يتجاوز عمره الثلاثة قرون قام على رفات و عظام شعب الهنود الحمر و على عرق العبيد الذين تم جلبهم من أفريقيا و مناطق أخرى ؟ أليست الولايات  المتحدة مشروع استثماري ضخم جذب إليه رؤوس الأموال الراغبة في تنمية نفسها بالإضافة إلى طبقات مجتمعية راغبة في عيش أفضل في ظل إمكانيات طبيعية هائلة و خبرات من جميع أنحاء العالم مكنتها من تسلق كاهل البشرية ؟ ألم تمارس الولايات المتحدة الأمريكية إرهاب الدولة  الخارجي في أمريكا الجنوبية و فيتنام و غوانتنمو و العراق و غيرهما ؟ ألم يقرأ المرشح المحتمل للرئاسة تقارير الأكاديميين و الصحفيين الأمريكيين أنفسهم عن الإرهاب الأمريكي الداخلي الذي يقتل و يصيب عشرات الآلاف سنويا في دولته التي يحاول الترشح لرئاستها جراء انتشار ثقافة قانون الشارع و التعاليم التوراتية و تغلبها على الأخلاق و المبادئ الإنسانية ؟ ألم تعارض الولايات المتحدة الأمريكية  دوما الانضمام إلى اتفاقيات دولية عدة وقعت عليها غالبية دول العالم ؟؟  
         إذن فعلى جينجريتش الآن أن يقول لنا من هو الشعب الملفق و المختلق ، و من هو الإرهابي ، و عليه أن يخبرنا عن الدول التي كانت موجودة و أيها لم تكن على خريطة العالم ، بل عليه أن يتعلم درس ابتدائي يقول : إن الحق يمنح القوة ، و هو ما يراه بأم عينيه  هو و غيره من صمود الفلسطينيين على أرضهم و دفعهم ضريبة البقاء فوقها أحياءا  أو تحتها أمواتا من دمائهم و حرياتهم رغم آلة القمع الإسرائيلية العاتية ، فيما الطرف الأضعف يختبئ خلف أسوار تزيد في عزلته يوما بعد يوم ، و أخيرا فإننا نعتقد أن جميع ما جاء من تصريحات لا يعدو أن يكون قنابل صوتية إعلامية في حرب انتخابية رخيصة ، لن تبرح أن تتلاشى سريعا عند اصطدامها بصخرة الواقع المرير .

23 ديسمبر, 2011 لن أيأس أبدا

أضف تعليقك

فجر في العتمة ينبلج // وشعاع من نور يلجُ

إن ضاقت واشتدت كرب // فقريبا جدا تنفرجُ

والمحنة تعقبها منح // والشدةُ يتلوها الفرجُ

لن أيأس والحق رفيقي // لن أقنط والله المرجو

إن منعوا مليون شعاع // من قلبي ستضيء السرجُ

إن خنقوا أزهار الروض // أزهار البرية تنجو

أو قتلوا أفئدة الحلم // فدماء الحرية مهجُ

وطغاة الأرض وإن كثروا // حُمُرٌ قد أعياها العرجُ

وغثاء الظلم و إن أرغَى // سيزول وينصهر الثلجُ

وستشرق شمسُ الأحرار // فجرا في العتمة ينبلجُ

شعر:كرم مصطفى الجلوي