• Visit Dar-us-Salam.com for all your Islamic shopping needs!

21 أكتوبر, 2011 انْشر إلى الدنيا…

أضف تعليقك

تناقلوا على الفيس بوك صورة لطفلة فلسطينية في العاشرة من عمرها.. يدوس صدرها جنديٌّ اسرائيلي حاقد ..يفرغ هوى حقده بطريقته الخاصة ..ويصوّب الرشاش لجبينها
فقلت :


انشر إلى الدنيا ..لتبصرَ ما جرى :……..علجٌ يمرّغ طفلةً.. أوَ لا ترى

حدّق مرارا.. أين تلحظ أمّتي؟ ….أو أين مجلسُ عزّها.. بين الورى ؟!

يا أوصياء على الكرامة.. صمتُكم ……قد جرأ الفئران حتى تزأرا

ولئن صرختم فالصراخ مجرّبٌ …..يغلي على لهبٍ لكي يتبخرا

حتى إذا انطفأ اللهيب بصدركم ……..عاد العدو ليستفزَّ ويمكرا

أنتم نتاج هزيمة ٍ قد حققتْ………….ربحا بتاريخ الهزائم أوْفرا

أنتم زراعته التي قد شرّشتْ …….وَجَعَا …..فأخصبَتْ السنون وأثمرا

أنتم تجارته.. بأبخس سلعةٍ ………..في صفقةٍ ..مثل البضاعة تُشترى

أقوى ردود الفعل منكم لم تجدْ……….أُذُنا لها تُصغي.. لكي تتبشّرا

 

وكأنكم ورقٌ على متن الزوابع …….في فضاءات السياسة بُعثرا

سنحدّث الأطفال عن عُمر الذي……..أوصى بخيلٍ …في العراق تَعثّرا

أو عن صلاحٍ حين أخفى بسمةً…….لمّا تذكّرَ قدسنا …والمنبرا

أنا لا أفتّش عن رشيدٍ بينكم ……..هيهات في حضراتكم أن أذكرا

أهدى لبوشَ السيف مكرمةً له …….ثم ادعى حبّ (النبي) و(جعفرا) (!)
بشهادة (الآل) الكرام فإنكم ……….ما كنتمو في الظهر إلا خنجرا

في كل منتكسٍ .. يبرهن أنكم ……….من أصغر الحشرات ..صرتم أصغرا
*******
هي زهرةٌ قد داسها بحذائه…………ومصوّبا رشاشه كي تُقهرا

في صدرها قلبٌ سينبض ثورة………….ويذكّر الأجيال حتى تثأرا

أبشر بها في ساحةٍ … أجسادُنا ………… موقوتةٌ نزلتْ لكي تتفجرا

أنت الذي اختار الطريق بحقده…………..فانظر لحقدك ما الذي قد قرّرا

شعر:أشرف حشيش

أضف تعليقك

          تنقسم مجتمعاتنا العربية على نفسها إلى مجموعتين كبيرتين ، فهناك مجموعة عظيمة تعتقد أن الثورة العربية ، و الربيع العربي هو نتيجة  طبيعية لظلم كبير ، و أحوال سياسية و معيشية سادت فترة الأنظمة المتساقطة المتهاوية ، و هناك جماعة أخرى كبيرة ، تؤمن بأن هذه الثورات ما هي إلا ثورات موجهة من الغرب و أعوانه ، و مؤامرة لضرب المنطقة ، و الاستيلاء على خيراتها و ثرواتها ، و تقسيمها من جديد .
         و لنبدأ من هذه الفرضية ، و لتكن تلك الثورات كذلك ، أي مؤامرة موجهة من قبل الغرب و أعوانه  للعبث بالمنطقة و تجزئتها ، فإن هناك سؤال يطرح نفسه و هو : أليس الجدير بولاة الأمور و الجيوش التي تقوم في بلدانها تلك الثورات ، أن ينظروا بعين العبرة و التأمل إلى ما حصل في ليبيا مثلا من قتل ، و تدمير هائل للمدن و المنشآت و المؤسسات في الدولة ؟ !  و رغم ذلك فقد مضى قول الغرب بالتغيير مع التدمير الهائل للدولة و الممتلكات ؟ ! فهل حافظ القذافي الذي مات مقتولا شر قتلة على الأوطان بهذه الطريقة ؟ ! ألم يكن حريّا بهم التنازل كثيرا و ليس قليلا من أجل التغيير بلا تدمير إذا كانت مصلحة البلد تتطلب ذلك و أنها فعلا المحرك الأساس لهم ؟ أليس التغيير بلا تدمير أفضل من التغيير مع التدمير  إذا كان قول الغرب و أعوانه لا بد نافذ ؟؟
         غير أننا لم نشهد أية  انقسامات تمت ، و رغم الصعوبات الجمة  في مصر أو تونس أو ليبيا بعد الثورة  ،  بل أن هناك آمال كبيرة للوحدة ،  على خلاف ما حصل للسودان قبل الثورة و ما كان ليحصل لو أن الثورة كانت قد بدأت !
        هذا و إن الحقيقة أن الثورة العربية ، و الربيع العربي الزهري و الذي بدأ يميل إلى الاحمرار ، هو ثورة حقيقية طبيعية عفوية كان مصدر إلهامها الأول تونس الخضراء التي سبقت عصرها ، و أنارت طريقا واضحا ، و دليلي على ذلك أن العقل البشري لا يستطيع أن يتصور احتمال أن يكون السي آي إي مثلا قد أوعز إلى المرحوم بإذن الله محمد البوعزيزي بأن يشعل النار في نفسه ، و هو الذي قام بذلك نتيجة لضغوط نفسية واضحة للعيان أسبابها ، ثم يتوقع أن تهب تونس الخضراء العظيمة في اليوم التالي مباشرة من أقصاها إلى أدناها ، تونس أبي القاسم الشابي ، تأثرا و إحساسا بهذا الهم العظيم ، و الكرب الجسيم ، ثم تقول لي أن تلك ثورة موجهة و مخطط لها من قبل الأمريكان و غيرهم ، أو أنها أصداء الخيال الفوضوي الخلاق لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس  ، و لو كانت هكذا ثورة من صنعهم لاستحقوا الشكر لذلك !!
            و لقد استفاد الشباب المصري اللماح العظيم من التجربة ذاتها و من الثورة العلمية التقنية ، فانقض على النظام الفاسد البائد بأسرع ما يكون ، فأجهز عليه ، و ما كان العالم جميعه ليحتمل أن تهتز مصر لأكثر من تلك الفترة ، و الأيام المعدودة التي أربكت العالم بأسره ، و الجميع يعلم ما لمصر في هذه المنطقة و العالم من الوزن الكبير ، و التأثيرالبالغ على الاستقرار العالمي ، فانزاحت حقبة قاتمة ، و انقشعت سحابة سوداء ، و انطلق الربيع العربي إلى مرحلة شعر فيها المواطن العربي المقهور ، و لأول مرة منذ أزمان طويلة ، بأنه  قادر على أن يقول لا للظلم ، و يشعر بأنه قادر على التغيير وقت يشاء .
         نعم ، قد يحاول الغرب و ذوو المصالح السياسية و الاقتصادية في المنطقة العربية احتواء تلك الثورة ، و إعادة توجيهها ، و هنا يبرز الدور العظيم ، و المسئولية الجسيمة التي على ولاة الأمور الجدد توليها ، و ليكن شعار المرحلة : من لا يستطيع  تحمل المسئولية فليتنحى جانبا لمن يستطيع ذلك ،   فكلنا بشر نخطئ و نصيب ، و أرباب ذنوب ، لكن الأهم هو الإصرار ثم الإصرار على تصحيح المسار ، و على غزو نفوسنا ، و التخلص من الأحقاد ، و نبذ التشفي ، و نسيان الماضي ، و التخطيط و البناء لعهد جديد ، و جيل جديد ، بتربية جديدة لأطفالنا نقوم ونعمل عليها جميعا ، قائمة على الحب و التسامح ، و قبول العيش بسلام لجميع أطياف المجتمع ، مهما اختلفت ألوانه .

م.عبدالله لبّد    غزة في 21 / 10/ 2011-10-21