ما هجرتُ الخيالَ يا شعرُ عمدا …….دونك القلب متعبا ضاق جهدا
سامحيني قصائدي. ما بوسعي………. إنه الحزن صاحبي..بك أودى
سامحيني تواصلَتْ ضرباتي ….يا حروفا. خناجري لن أعُدَّا
سامحيني فقد أطلتُ التجنّي…..طالباً من قساوة العيش زهدا
وَجَدَ القهرُ (كونه) في فؤادي…..ففتحت الفؤاد للقهر غمدا
كلما هبّتْ السعادةُ: صوبي…..رَفَعَ الحزنُ يا حبيبة سدّا
وإذا بُحْتُ يا وروداً بروحي ….. غرّد الحرفُ والحنان استبدّا

كم تمنّيتُ فسحةً من جنوني…أي نصْرٍ يُصيِّرُ الحر عبدا؟!
خدعونا بنصرهم كلّ يومٍ …. لم يجروا سوى الهزيمة صيدا
أترى التاج فوق رأس ذليلٍ….يمنح الرأس يا قصائدُ مجدا

انشليني ببسمة من حروفي …….واسكبيني بليلة الأُُنْسِ شهدا
تائبا جئت والصراخ شفيعي……رغم جرحي فما أَطَقْتُكِ بُعْدا
سائلي (الشام) ربما تعذريني……وانظري الوغد كيف يقتل حقدا
واصلي السير قد فتحت دروبي….لا تقولي كفى … تجاوزتَ حدّا
أَشْعَلَ النارَ في دمشقَ يهودٌ ……فأحيلي اللهيب سلما وبردا
في سطوري تفرّقتْ مفرداتي……وضحايا حروفها لن تُردّا
في سطوري تخلّفتْ أمنياتي……وبناء الطموح بالحزن هُدّا
يطلبُ السطرُ نَجْدَةً من غريقٍ……وغريقُ السُّطور يطلبُ نجدا
يا أسيرا به..بقلبك سجني……..إنني القيدُُ.. ما فككْتُكَ قَيْدا
أنت قربي ..برغم حزنك قربي….وأنا القُرْب.. كيف أنكثُ عهدا؟!

شعر :أشرف حشيش-بحر الخفيف