ذُلٌّ تُرى يَجْري بِرَوْعِكَ يَدْفُقُ
أمْ أنَّ فيهِ كَرامَةً تَتَدَفَّقُ
أَوَ لَسْتَ مَنْ حازَ الْعُلا بِيَميْنِهِ
وَإلَيْكَ مَجْدٌ قَدْ جَرَى يَتَمَلَّقُ
ماذا دَهاكَ سَلِيْلَ جُنْدِ مُحَمَّدٍ
حَتَّى سَفيهٌ لِلْبِلادِ يُمَزِّقُ
سُجُفُ الضَّلالِ على الْقُلُوبِ سَميكَةٌ
وَبِذا عَدُوُّكَ مُجْرِمٌ يَتَعَمْلَقُ
وَدِّعْ ذُنُوبُكَ جُمْلَةً مُتَنَدِّماً
سَتَرى الْعُقُولَ بِحِكْمَةٍ تَتَمَنْطَقُ
كُلُّ احْتِلالٍ هَيِّنٌ إلَّا الّذي 
لِلدِّيْنِ وَالْأخْلاقُ راحَ يُمَزِّقُ
ما السُّوءُ إلَّا سُوءُ قَوْمٍ بَدَّلُوا
بِحَقائِقِ الْإسْلامِ وَهْمَاً زَوَّقُوا
وَتَظاهَرَتْ ظُلَمٌ عَلَيْكَ كَسِيْحَةٌ
سَكَنَتْ غَرابِيْبٌ بِصَدْرِكَ تَنْعَقُ
وَتَزِينُ ظُلْماً لِلْعِدَى بِصَداقَةٍ
وَالْعَدْلُ عِنْدَكَ كالْحَقارَةِ يَخْنُقُ
وَتُجَيِّرُ الْأمْجادَ تَقْتُلُ رُوحَها
وَالسَّيْفُ رَقْصٌ بالْغِناءِ يُهَرْطِقُ
وَالْقُدْسُ تَكْسِرُ أنْفَ كلّ خِيانَةٍ
وَتَصُكُّ وَجْهَ مُنافِقٍ يَتَشَدَّقُ
بالْخَتْمِ تَخْتِمُ قُدْسُنا مُتَصَهْينٍ
وَتُمَزِّقُ الْأسْتارَ عَنْهُ وَتَحْرِقُ
وَالْقُدْسُ تَعْرِفُ مَنْ يُتاجِرُ باسْمِها
والطَّيْرُ تَعْرِفُ والثَّرى وَخَلائِقُ
وَالْقُدْسُ بَوْصَلَةٌ وَتْرْشِدُ مِنْ غِوى
صَحْراءُ تِيهٍ والْعَمالَةُ تُطْبِقُ
والْقُدْسُ تَصْرُخُ مَنْ سَفينُ نَجاتِكُمْ
هيَّا ارْكَبُوا نَصْرٌ لكمْ يَتَحَقَّقُ
اللهُ أكْبَرُ أُمَّتي فَلْتَنْهَضي
فَأَنا لِمِلْيارٍ بِقَلْبٍ أخْفِقُ
وَأَنا الَّتي لِمُحَمَّدٍ مِعْراجُهُ
وَلِوَجْهِهِ هذا الثَّرى يَتَعَشَّقُ
وَلِكُلِّ حَبَّةِ مِنْ ثَرايا بَصْمَةٌ
وَبِها الزَّمانُ بِعَبْرَةٍ يَتَرَقْرَقُ
فَأنا جَمادٌ ناطِقٌ مُتَكَلَّمٌ 
بِعُرُوبَتَي كُلُّ الْحَقائِقِ تَنْطِقُ
والْغَرْبُ في عُدْوانِهِ كَجُدُودِهِ
مُتَفَرْنِجٌ مُتَصَهْينٌ مُتَهَرْطِقُ
قَتَلُوا فَكَمْ قَتَلُوا نُفُوساً أزْهَقُوا
بِدِمائنا خاضَتْ خُيُولٌ تَغْرَقُ
حارَتْ دِمائي أيْنَ تأوي تًخْتَبي
كالْغَيْمِ فُضَّ إهابُهُ لا يُرْتَقُ
فَإذا صَلاحٌ لِلْهَزائِمِ قاتِلٌ
بِيَدَيْهِ أنْفُسُكُمْ بِأمْنٍ تُطْلَقُ
فَلْتَحْذَروا جُنْدي على مِيعادِهمْ
كالشَّمْسِ مِنْ بَيْنِ الْهَزائِمِ تُشْرقُ
سَتَموتُ إسْرائِيلُ خَوْفاً فاهْرُبُوا
إنَّ الْهَوَا والْماءَ مَوْتٌ يُحْدِقُ
إنَّ الْحِجارةَ والنَّباتَ عَدُوُّكُمْ
وَضَفادِعٌ والْقَملُ بالدَّمِ يَدْفُقُ
هيَّا اهْرُبُوا مِنْ أرْضِنا لِشَتاتِكُمْ
فَلْتَرْجِعوا في الْغَرْبِ عَزْلاً تُشْنَقُوا
هيَّا فَهِتْلَرُ بانْتِظارِ وُجوهِكُمْ
وَبِنارِهِ كُلُّ الْقُرُودِ سَتُحْرَقُ
هيَّا فَهتْلَرُ بانْتِظارِ وُجوهِكُمْ 
وَجْهُ الْحَقيْقَةِ مِنْ قَديمٍ أصْدَقُ
فُرْسٌ وَفِرْعَوْنٌ وَغَرْبٌ قَتَّلُوا
مَنْ كانَ يَوْماً بالْيَهودِ سَيَرْفُقُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حسن علي محمود الكوفحي