19 مايو, 2016 هذه نكبتي
يا فِلَسْطينُ هَدَّني أَيّارُ *** لا بِلادي لي … لا الدِّيارُ دِيارُ
شَتَّتوا شَمْلَنا، وَكَمْ قَرْيَةٍ ما *** عادَ فيها مُذْ دُمِّرَتْ دَيّارُ
أَجْهَضَ الْحُلْمَ في عُيونِ الصَّبايا *** قَبْلَ أَعْراسِ صَيْفِنا أَيّارُ
حَصَدَ الْآمالَ الْعِراضَ سَرَيعًا *** وَبِها ما تَزَوَّدَ الْمَيّارُ
(يا ظَريفَ الطّولِ) الصَّبايا تُنادي *** وَحُقولُ الزَّيْتونِ وَ(الْأَبْيارُ)
وَظَريفُ الطّولِ الْمَنافي كَوَتْهُ *** ضِدَّ أَحْلامِهِ جَرى التَّيارُ
لَمْ يَعُدْ لِلْبِلادِ بَلْ هُجِّرَتْ في *** أَرْضِهِ مِنْ أَعْشاشِها الْأَطْيارُ
هَمُّ فِرْعَوْنَ عَرْشُهُ لا بِلادٌ *** يَتَسَلّى بِقَصْفِها طَيّارُ
وَشُيوخُ الزّورِ الْعِبادَ أَضَلّوا *** وَالْعَماماتُ هَمُّها الْمِسْيارُ
وَبِلادُ الْأَعْرابِ سِجْنٌ كَبيرٌ *** وَالزَّنازينَ يَمْلَأُ الْأَخْيارُ
رُبْعُ قَرْنٍ مَضى نُفاوِضُ نَغْلًا *** وَمِنَ الْعُرْبِ يَسْخَرُ الْعَيّارُ
وَرَهينَ الْمَحابِسِ الشَّعْبُ أَمْسى *** ما لَهُ مِنْ بَناتِ دَهْري اخْتِيارُ
شابَ قَلْبي وَشابَ شَعْري وَشِعْري *** فَاعْذُروا مَنْ فُؤادُهُ (خِتيارُ)
هذِهِ نَكْبَتي الَّتي لا مُصابٌ *** مِثْلَهُ أَهْدَتْ حُرًّا الْأَغْيارُ
كُلُّ جُرْحٍ غَدا يُقاسُ بِجُرْحي *** وَبِنَزْفي فَعُمْقُهُ الْمِعْيارُ
لكِنِ الشَّمْسُ سَوْفَ تُشْرِقُ مِنْهُ *** ما لِشَعْبي سِوى الرِّباطِ خِيارُ
في فِلَسْطينَ يُثْمِرُ الصَّبْرُ نَصْرًا *** مِنْهُ لِلشَّهْدِ لَوْ عَلِمْنا اشْتِيارُ
إِنَّ في (الْإِسْراءِ) الْوَعيدَ صَريحٌ *** لِصُروحِ الْفَسادِ فيها انْهِيارُ
جواد يونس