يا فِلَسْطينُ هَدَّني أَيّارُ *** لا بِلادي لي … لا الدِّيارُ دِيارُ

شَتَّتوا شَمْلَنا، وَكَمْ قَرْيَةٍ ما *** عادَ فيها مُذْ دُمِّرَتْ دَيّارُ

أَجْهَضَ الْحُلْمَ في عُيونِ الصَّبايا *** قَبْلَ أَعْراسِ صَيْفِنا أَيّارُ

حَصَدَ الْآمالَ الْعِراضَ سَرَيعًا *** وَبِها ما تَزَوَّدَ الْمَيّارُ

(يا ظَريفَ الطّولِ) الصَّبايا تُنادي *** وَحُقولُ الزَّيْتونِ وَ(الْأَبْيارُ)

وَظَريفُ الطّولِ الْمَنافي كَوَتْهُ *** ضِدَّ أَحْلامِهِ جَرى التَّيارُ

لَمْ يَعُدْ لِلْبِلادِ بَلْ هُجِّرَتْ في *** أَرْضِهِ مِنْ أَعْشاشِها الْأَطْيارُ

هَمُّ فِرْعَوْنَ عَرْشُهُ لا بِلادٌ *** يَتَسَلّى بِقَصْفِها طَيّارُ

وَشُيوخُ الزّورِ الْعِبادَ أَضَلّوا *** وَالْعَماماتُ هَمُّها الْمِسْيارُ

وَبِلادُ الْأَعْرابِ سِجْنٌ كَبيرٌ *** وَالزَّنازينَ يَمْلَأُ الْأَخْيارُ

رُبْعُ قَرْنٍ مَضى نُفاوِضُ نَغْلًا *** وَمِنَ الْعُرْبِ يَسْخَرُ الْعَيّارُ

وَرَهينَ الْمَحابِسِ الشَّعْبُ أَمْسى *** ما لَهُ مِنْ بَناتِ دَهْري اخْتِيارُ

شابَ قَلْبي وَشابَ شَعْري وَشِعْري *** فَاعْذُروا مَنْ فُؤادُهُ (خِتيارُ)

هذِهِ نَكْبَتي الَّتي لا مُصابٌ *** مِثْلَهُ أَهْدَتْ حُرًّا الْأَغْيارُ

كُلُّ جُرْحٍ غَدا يُقاسُ بِجُرْحي *** وَبِنَزْفي فَعُمْقُهُ الْمِعْيارُ

لكِنِ الشَّمْسُ سَوْفَ تُشْرِقُ مِنْهُ *** ما لِشَعْبي سِوى الرِّباطِ خِيارُ

في فِلَسْطينَ يُثْمِرُ الصَّبْرُ نَصْرًا *** مِنْهُ لِلشَّهْدِ لَوْ عَلِمْنا اشْتِيارُ

إِنَّ في (الْإِسْراءِ) الْوَعيدَ صَريحٌ *** لِصُروحِ الْفَسادِ فيها انْهِيارُ

 جواد يونس