لَسْتُ الّذي يَسْعى إِلَى إِحْـسانِكُم || أو يَرْتَجـي منْ فَضلِكُم بعضَ الْقِرى
ما كنتُ يوْمــاً راجِـيـــاً مُـتَــوَسِّـمــــاً || كَـرَمــاً لدَيـكُم كالّـذي بيـنَ الــوَرى
مَن ذا الّذي يَرجو مِن الشّوْكِ الْجَنى || أوْ يَرتَجي سُحُبَ الثَّرى أنْ تُمْطِرا
أأَسـومُـكُــمْ مــا ليسَ من أخْلاقِــكُمْ || والْمَـوتُ عـنْدكُــمُ أحَـبُّ كَمـا أَرى
والنّفْـسُ لا تَرجــو الـنَّدى مِن أَهْـلــهِ || فهَـلِ الرَّجـاءُ لدى شَحــيحٍ أكْـدَرا؟!
مـــاذا تُـرَجّـــي مِـــن غَــــنيٍّ دأْبُـــهُ || أنْ يَجْـمَـعَ الأمْـوالَ مِنْ دِمَنِ الثَّرى
يا مَــنْ ظَـنَـنْـتُــمْ أنّكُـــم بِنُـقــودِكُــمْ || أَذْلَـلْــتُـمُ بالبُخْــــلِ حُــرّاً مُعْــسِرا
مــا كانَ حُــرٌّ طـــالـبـاً إحْـســـانَكُـــم || أوْ راجِــــياً مِـنكُـــمْ رَجـــاءً خَــيِّرا
لكِـــنَّـه يَسْــعى لِـنَـيْـلِ حُــقــوقِـــــهِ ||شَقَّ الْمَسيرُ عَليْهِِ أَوْ طالَ السُّرى
والــذُّلُّ فيكُــمْ إِذْ عــبَدْتُــمْ مــالَـكُــم ||هوَ دينُكمْ في صَحوِكُم أو في الكَرى
وجَـحَــدْتُمُ كلَّ الْحُــقـوقِ لِغـــيْرِكُـــمْ || جَـشَعــاً بِكُـمْ وَسَفــاهَـةً وَتَجــبُّـرا
فيكُمْ تَآخى البُخــلُ والظّلْمُ القَـبـيـــــــحُ أُخُــوَّةً، فَالعَــهْـدُ مَــوْثــوقُ العُـرى
إنْ كانَ بُـخْــلُـكُــمُ الشّــهــيرُ طَبيعَـةً || فَـلرُبَّــمــا مِن حَــقِّـكُــمْ أنْ يُعْـذَرا
لكنْ أيُعْـــذَرُ ظُـلـمُـكُـمْ وجُـحـــودُكُـم || وفَــعَــلْـتُـمــــوهُ إِرادَةً وَتَـخَـــــيُّـرا؟
يا مَــنْ بـغَـيْـتُـــم والْهُـدى يَدْعــوكُـمُ || وعُــيونُكُـمْ لا تَـبْـتَـغي أنْ تُبْـصِــرا
قدْ بِـعـتُـمُ الْـخُــلُـقَ الْكَـريِمَ ودينَـكُـم || وطَلَـبْـتُــمُ مِـن رَبِّكُــمْ أنْ يَغـفِـــــرا
أتُـخـــادِعــونَ نُفــوسَـكُـمْ أمْ رَبَّـكُـــم || واللهُ كانَ عــلى الْمُــخـادِعِ أقْـــدَرا
مَــن باعَ للشّـيْـطـانِ عِـــزّةَ نـفْسِـــهِ || جَـفَّ الْحَـيــــاءُ بِوَجْهِـــهِ وَتَحَـجَّـرا
شَـرَفُ الـرُّجــولَـةِ أنْ تَكــونَ عَــــزيزَةً ||والعـِـزُّ شـيءٌ لا يُـبــاعُ وَيُـشْــتَرى
وَالْـمَــرءُ يُذْكَـرُ بالْجَمــيلِ فـهَـلْ لَـكُـم || بعـضُ الأَيادي كيْ تَعيـشَ وتُذْكَرا؟
_____________________
فريد قاسم غانم