ليستْ دمشقُ لنا ..ليستْ لنا حلبُ
أتعرفونَ لماذا الموتُ ..ما السببُ؟
بلادُنا لم تعدْ إلا مقابرَنا
وما عدا موتِنا كلُّ الدُّنا كذبُ
بلادُنا فقدتْ أحلامَها فغدَتْ
خمَّارةَ الموتِ حيثُ الرقصُ والطربُ
الحربُ دائرةٌ لا ترتوي أبداً
شرابُها أمُّ طفلٍ ميِّتٍ وأبُ
ما أطولَ النفقَ الممتدَّ في دمِنا
عن نفسِها هذهِ الأنفاسُ تغتربُ
قد ضاقتِ الأرضُ والآلامُ واسعةٌ
واعتلَّ فيها الندى والماءُ والعشبُ
الكلُّ يهربُ من رمضائِهِ وجلاً
وخلفَ رمضائهِ يستوطنُ اللهبُ
الكلُّ يهربُ علَّ الموتَ يتركهُ
وليسَ يجدي بقاءُ الكلِّ أو هربُ
فحابلُ الموتِ مخلوطٌ بنابلهِ
إن شئتمُ ابتعدوا.. إن شئتمُ اقتربوا
لسوفَ يأتي زمانٌ ما بهِ عربٌ
"تنبَّهوا واستفيقوا أيُّها العربُ "
_____________
جميل داري