قصيدة

قَدْ عِشْت ُ عُمْرِي عن بِلادِي مُبْعدا ً
كمْ كُنْت ُ أحْلُمُ أن ْ أدُوسَ ثراهَا

وَذرفت ُ دَمعِي من عيُونِي مُوقِنا ً
والقلب ُ يَصْرُخ ُ ذَاكِرا ً نَجْواهَا

مَاذَا أقُولُ وقدْ تكدَرَ خاطِرِي
والروحُ تَرْخصُ إذ ْ نظرْتُ سمَاهَا ..

يا ويْحَ قلبِي هل ْ فقدتَ مَشاعِرِي؟
وَسمعتَ صَوْتِي في الهَوَى نَادَاهَا

فسأَلْتُهم ْ كَيْفَ الديارُ وأهلُهَا .؟
قالُوا : بربِك َ هلْ سألْتَ سِوَاهَا .؟

قدْ دُنِسَت ْ والقلب ُ يعْصِرُه الأسَى ..
كم ْ كنتُ أرجو الموْتَ في أرْجَاهَا ..

قد ْ ضَاقَ صَدْرِي حين أسمعُ أنَها :
قد ْ دُمِرَت ْ وتنَاثَرَت ْ أشْلَاهَا ..

بَارَكْتُ يا رحمَان ُ فيها ذَاكِرا ً ..
مَسْرَى الحبيب ِ وذَاكِرَا ً أقْصَاهَا ..

وَوُلاةُ أمر ٍ قدْ تنَاسَوْا قُدْسَهم ْ ..
قبِلُوا الخُنُوع َ وقد ْ نسَوْا ذِكْرَاهَا ..

الطِفلُ يُقْتَل ُ أوْ يَمُوت ُ مجَاعة ً..
والبَيْتُ يُهْدَم ُ .. والجَمِيع ُ سَلَاهَا ..

يا رَبِ إنِي قدْ أتَيْتُك َ سَائِلا ً ..
نَيْل َ الشَهَادَةِ يا إِلَهُ فِدَاهَا ..

 رشاد قدومي

اختلاجات

أمضي وجيش النائبات ورائي
والغدر أوغل سمَّه بدمائي

والعين من لجج الحنين تمردت
والظن خاب بكلِّ حرف نداء

غابت طيور الحب عن أجوائنا
واستوطن الغربان في أرجائي

وطفقت أندب للزمان تحسُّرا
علَّ الزمان يجيب بعض رجائي

إني أسائل ما جنيتُ سوى الوفا
ما خنت في سفر العهود ولائي

ذبلت زهوري والنسائم غادرت
والقلب أقحل من عيون الماء

جفت ينابيع الوفاء وأُثْخنتْ
كلُّ الجهات بلوعة الأرزاء

صدقتُ همسًا بالوداعة قد شدا
كم زاد فوق العاتيات بلائي

أدمنته ونسيتُ كلَّ مخاوفي
حتى رماني من ذرا العلياء

إنِّي القصيدة. هل يبارحني الجوى؟
أم أنَّ هذا الحزن من أبنائي؟

ياسمين العابد

وَلَوْلَا غَزَّةٌ تَاهَ اتِّجَاهِي
وَكُلُّ الْخَيْرِ فِي قَدَرِ الْإِلٰهِ

وَبَوْصَلَةٌ إِلَى الْأَقْصَى يَقِيْنًا
وَفَوْضَى الْمَكْرِ يَعْصِفُ بِالدَّوَاهِي

تُنَادِي فِي الْبَرَايَا أَنْ أَفِيْقُوْا
وَفِي التَّ وْرَاةِ أَنْتُمْ كَالشِّيَاهِ

وَلَا تَرْضَى سِوَى الْأَحْرَارِ عَوْنًا
وَثُبِّطَ فِي الدُّنَا أَهْلُ السِّفَاهِ

وَمَا ضَمَّتْ بِجَنْبَيْهَا حَقِيْرًا
وَبِسْمِ اللّٰهِ إِعْزَازُ الْجِبَاهُ

وَمَا خَبَثٌ بِأَرْضِ الٍْعِزِّ يُؤْذِي
وَقَدْ فَعَلُوْا بِهَا كُلَّ النَّوَاهِي
ٌ
وَلَا شَكٌّ بِتَحْرِيْرٍ لِأَقْصَى
وَلَوْ ظَنُّوْا خُلُوْدًا فِي الرَّفَاهِ

جُنُوْدُ اللّٰهِ قَدْ عَرَفُوْا طَرِيْقًا
لِأَجْيَالٍ لَقَدْ طَابَ التَّمَاهِي

شَهِيْدٌ مِنْ شَهِيْدٍ مِنْ شَهِيْدٍ
تَرَانِيْمٌ عَلَى كُلِّ الشِّفَاهِ

مَعَ الشُّهَدَاءِ أُحْشُرْنِي إِلٰهِي
بِحُبِّ الْمُصْطَفَى يَا كُلَّ جَاهِي

حسن علي محمود الكوفحي

أنـا الـعَربيُّ أوجَـعَني مَـقيليْ
بِـأوطـانٍ أضـعتُ بِـها دلـيليْ

بكىٰ صوتُ الأحبَّةِ في عُيوني
ونَـزفُ الأرضِ أفقَدَني سبيليْ

خُـذونيْ نـحوَ تُـربَـتِها لَـعَلَّي
أُســاقِـيها بِـنَزفٍ مِـن عَـويـليْ

أريـدُ الـموتَ في أحضانِ بـيتٍ
هُـناكَ يَـنامُ جـيلاً بَـعدَ جـيلِ

فـلا عـــاشَ الــعَزيزُ بِـدار ذُلٍّ
ولا نـامَـتْ عُـيونٌ في الـرّحيلِ

****************************
خُـذوني لا أُحِـبُّ الـعَيشَ مَـيتاً
على نَـجَسِ اللئيمِ ولا الـدَّخيلِ

خُـذونيْ وادفنونيْ في شِــفاهٍ
لَـكَمْ صَـرخَتْ تَـوَسَّلُ مِن بَخيلِ

أعـيذُكِ يا سَــــماءَ الــنُّورِ مِــنّا
ومِـن خـذلانِ لَــيلٍ مُـستَحيلِ

أعُــيذُكِ بـالــقَديرِ فَـلا تَـمَلّي
فَـوَعــدُ الله آتٍ بِـالــجَميلِ

هـو الـحُلمُ الّـذي ألــقاهُ دومـــاً
يَـجوبُ الأرضَ حـيَّاً في قَــتيلِ

وليد الحريري الشوالي

*** كَانُوْا فُلُوْلًا … *** 

كَانُوْا فُلُوْلًا وَقَدْ عَادُوْا كَمَا كَانُوْا
كَأَنَّ مَا مَرَّ فِي الْبَيْدَاءِ إِيْمَانُ

أَعْشَى الْبَصَائِرَ لَيْلٌ رُغْمَ مُشْرِقَةٍ
لَمَّا تَوَلَّى شُؤُوْنَ النَّاسِ غِلْمَانُ

عَادُوْا قَبَائِلَ شَتَّى دُوْنَ رَابِطَةٍ
وَالسَّيْفُ بَيْنَهُمُ عَبْسٌ وَذُبْيَانُ

بِالْجَهْلِ فَاقُوْا أَبَا جَهْلٍ وَطُغْمَتَهُ
أَبَعْدَ دِيْنٍ ؟! عَلَا لِلَّاتِ غِيْلَانُ

أَقْبِلْ عَلَى الرَّقْصِ فِي لَيْلٍ بِلَا قَمَرٍ
فَشَيْخُ أَهْلِ الْهَوَى فِي الْحُبِّ شَيْطَانُ

وَالْبَسْ لِبَاسًا مِنَ الْأَفْكَارِ أَسْوَأَهَا
فَالشَّرُّ زَيَّنَهُ فِي الْقُبْحِ تِيْجَانُ

مَا عَادَ مِنْ حِلَقٍ لِلْعِلْمِ نَقْصِدُهَا
مِنْ بَعْدِ مَا اسْتَعْبَدَ الْأَشْيَاخَ سُلْطَانُ

مَاذَا أَقُوْلُ لِمَنْ يَسْعَى لِمُحْرِقَةٍ
سَعْيَ الْفَرَاشَةِ لِلنِّيْرَانِ قُرْبَانُ

هَيَّا لِفِكْرٍ لَهُ الشَّيْطَانُ يَحْفِدُهُ
مَنْ شَكَّ بِاللّٰهِ فِي التَّسْفِيْلِ حَيَوَانُ

قَدْ لَبَّسُوْا فِي الْبَرَايَا كُلَّ وَاضِحَةٍ
حَتَّى بَدَا الشَّرُّ وَالْإِحْسَانُ صِنْوَانُ

فَاقَ اخْتِلَاطٌ خَيَالًا فِي بَشَاعَتِهِ
وَالْعَقْلُ مِنْ سَفَهٍ فِي الْحُكْمِ سَكْرَانُ

هَذَا انْتِكَاسٌ بِهِ الْبُنْيَانُ مُنْهَدِمٌ
كَالسَّقْفِ خَرَّ إِذَا مَا دُكَّ عُمْدَانُ

لَقَدْ تَوَحَّدَ أَهْلُ الْكُفْرِ قَاطِبَةً
وَالْمُسْلِمُوْنَ لَدَى الْحُكَّامِ قُطْعَانُ

الْطُفْ إِلٰهِي بِأَهْلِ الدِّيْنِ مِنْ ظُلَمٍ
فَالنَّاسُ غُلْفٌ بِغَيْرِ الدِّيْنِ عُمْيَانُ

عِمْلَاقُ أُمَّتِنَا قَدْ قَالَهَا عَلَنًا
عِزُّ الْعُرُوْبَةِ إِسْلَامٌ وَإِيْمَانُ

حسن علي محمود الكوفحي

أيا إسْلَامُ ، إنَّا أَدْعِيَاءُ
و عَزَّ الصِّدْقُ فينا والوفاءُ

و كُلُّ شَهَامةٍ كَانَتْ تَوَارَتْ
وغَابَ الحِسُّ وانقطعَ الرَّجَاءُ

بَنُو صِهْيُونَ عَاثُوا في حِمَانا
وتَجْرِي مِن بني دَمِنَا الدِّمَاءُ

وأَهْلُونا غَدَوا لِلنَّارِ طُعْمًا
ولم يَسْلَمْ صِغَارٌ أو نِسَاءُ

وقد نَادَوا وقد صَرَخُوا طَوِيلًا
وما نَفَعَ الصُّرَاخُ ولا النِّداءُ

أمَامَ عُيُونِنَا أَعْتَىٰ المَآسِي
و إِنَّا لا نَثُورُ ولا نُسَاءُ

أَلَا مَا أَقْبَحَ الآقوامَ لَمَّا
تَمَزَّقَ شَمْلُهُمْ وهَوَىٰ الِإخَاءُ

ومَاجَتْ فِيهِمُ الأهواءُ حَتَّىٰ
تَوَارَىٰ العَزْمُ وانْعَدَمَ الحَيَاءُ

………………………………..
…….. حمدي الطحان

يا حافِيَ القدمينِ مِثْلُكَ ثائرٌ
فوقَ الرِّمالِ تجولُ نَصْلُكَ عابرُ

دُسْتَ الرِّقابَ منَ الأعادِيَ مُثْخِناً
فيهمْ فثأْرُكَ للمجازرِ شاهرُ

يا سيّدَ السّاحاتِ أنتَ بصيصُنا
للنّورِ فالفجْرُ المخَضَّبُ زائرُ

أنتَ الهُمامُ فَزِدْ بنارِكَ نحْوَهُمْ
أنت العَصِيُّ ومثلُ سيفِكَ زاجرُ

إذْ ما القلوبُ رأَتْكَ هَمَّتْ للسَّما
تَتْلو الدُّعاءَ فجَلَّلَتْكَ بَشائرُ

أغمِدْ حِذاءَكَ في كُهوفٍ مَأْمَأَتْ
غمزاً ولَمزاً إنَّ جَيْشَكَ قادرُ

يا سَيِّدي أبهَرْتَ جُنْداً دُجِّجوا
بعظيمِ صُنْعِكَ والرِّجالُ ضمائرُ

الشاعر بنان البرغوثي

ألم يحن بعد أن يستيقظ العرب؟

ينشقّ عنهم ثراها كلما أقتربوا
إن المسافة صفر كاد يُقتضب
فلا الدّروع لها دون الرّدى سبب
و يستفيق على قطعانهم لهب
ألم يحن بعد أن يستيقظ العرب؟

روحي الفداء لمن حول الحمى وقفوا
و للملايين قالوا إنّنا ألف
ما زال ينقضّ من إبراقنا الصّلف
يا أهل غزّة إنّ الوعد يأتلف
ألم يحن بعد أن يستيقظ العرب؟

تراب غزة سفر المعجزات فما
ترى على الارض إلا آية و فما
يخبّر القوم أنّ الطّفل قد فطما
ما زال يذكر من ذكرى أبيه دما
ألم يحن بعد أن يستيقظ العرب؟

هناك تنبت من بين الركام يد
تعلّم الدهر من خانوا و من جحدوا
إن السّماء لمسرى المصطفى مدد
سيّان إن وقف الأعراب أو قعدوا
ألم يحن بعد أن يستيقظ العرب؟

صلاح الدين البازلي
#طوفان_الأقصى

….. لماذا اليومَ تَنْبَطِحُوا……
………. ………. ………..
بِأُكْرَانْيَا فَلَا لُغَةٌ بِهَا سَبَحُوا

وَلَا دِينٌ إليهِ بِعَزْمِهِمْ جَنَحُوا
…..
وَلَا شئٌ سِوَى هَمْسٍ بِوِحْدَتِهِمْ

يَهُبُّ الغَرْبُ نُصْرَتَهُمْ وَلَا تَصْحُوا
……
لِأهْلِيْكُمْ وَعُصْبَتِكُمْ وَإخْوَتِكُمْ

أيَا عُرْبٌ لِماذَا اليَومَ تَنْبَطِحُوا
……
يَمُوتُ الأهْلُ أشْلَاءًا بِأعْيُنِكُمْ

وَلَا هَمٌّ لَكُمْ فِيْهِمْ وَلَا تَرَحُ
……
دَمُ الأطْفَالُ يُغْرِقُكُمْ يُلَوِّثُ مِنْ

عَبَاءَتِكُمْ فَلَا عَنَتٌ وَلَا قَرْحُ
……
دَمَارُ الأرْضِ يَهْزَءُ مِنْ كُنُوزِكُمُ

إذِ الأرْوَاحُ وَالأعْرَاضُ تُسْتَبَحُ
…….
بِأيِّ رُوَايَةٍ نامَتْ ضَمَائِرُكُمْ

وَلَمْ يَظْفَرْ لَكُمْ نَابٌ وَلَا نَبْحُ
……
بِأيِّ جِبِلَّةٍ هَانَتْ فَضَائِلُكُمْ
؛
وَخُنْتُمُ نَهْجَ مُعْتَصِمٍ وَمَنْ ذُبِحُوا
……
أيَا أعْرَابُ أُمَّتِنَا وَسَادَتِنَا

لِمَا أذْرَى بِكُلِّ سِمَاتِكُمْ قُبْحُ
……
لِمَا فَضَّلْتُمُ الأدْنَى على الأعْلَى

وَآوَاكُمْ بِأحْضَانِ العِدَا رَزْحُ
…….
نَوَادِيْكُمْ ، مَآذِنِكُمْ ، كَنَائِسِكُمْ

على الأنْغَامِ وَالرَّقَصَاتِ تَنْشَرِحُ
…….
وَلَا تَرْنِيْمَةٌ حَرَّى على وَجَعِي

وَلَا اسْتَقْصَى لَكُمْ نَحْوَ العِدَا قَدْحُ
…….
إلَهِي لَيسَ مِنْ رَبٍّ سِوَكَ إذَا

تَوَلَّى الأمْرَ مَنْ لِهَوَنِنَا سَمَحُوا
……
وَمَنْ بَاتُوا وَكَفُّ اللَهْوِ يَجْمَعُهُمْ

وَلَمْ يُعْرَفْ لِفَيءِ جَلَالِهِمْ صُبْحُ
……
إلَهِي لَيسَ مِنْ رَبٍّ سِوَكَ إذَا

طَغَى الأوْغَادُ وَاسْتَشْرَى بِنا جُرْحُ
…………. ………. ……..
شعر / مجدي الأزَّاز
الجمعة
١٥/١٢/٢٠٢٣

إذا اشتملتْ على اليأس القلوبُ
وضاق بهمه الصدرُ الرحيبُ
..
وغطتك المكارهُ واطمأنتْ
وباتت في جوانحكً الخطوبُ
..
وسال الدمعُ من عينيك يَهمي
على الخدينِ ..واشتدَّ النّحيبُ
..
ولم ترْ لانكشاف الضُّرِّ وجهًا
ولا أغنَى بحيلتهِ اﻷريبُ
..
فلا تقنطْ .. فإن اللهَ حيٌّ
يراك..وسامعٌ لك مُستجيبُ
…
وقد تتوالدُ الظلماءُ نورا
ونورُ الله عنَّا … لا يغيبُ
…
ولكن قد يُغشي العينَ عنهُ
شديدُ الكرب..فاصبرْ يامُنيبُ
..
وجمعُ الحادثاتِ إذا تَوالى
فأبشرْ .. بعدهُ فرجٌ قريبُ
..
وإن ضاقتْ بك الدنيا..وولتًْ
وزادَ بريحِها العاتي هبوبُ
..
فولِّ الوجهَ شطر الله..وامددْ
له بالذكر ..ماهو يستطيبُ
..
وواصلْ مدَّهُ بالروح ..ذِكرًا
فكم يشتاقهُ القلب المنيبُ
..
تعجلْ منه تطبيباً لجرحٍ
فلا يُغني عن الله الطبيبُ
..
وقدِّم حُسنَ ظنك .. بابتهالٍ
فظنك فيه خيراً .. لايَخيبُ
شعر : سكينة جوهر