تُسَائِلُنِي
وتسألُني عن الشِّعر الشَّفيفِ
وعن غزلٍ تورَّدَ باللَّطيفِ؟
وعن وصفٍ لغَاداتٍ حِسَانٍ
وعن بَضٍّ تلاصَقَ بالشُّفوفِ؟؟
عن العُذريِّ قد أبدى صِياماً
يحبَّ كفتيةٍ نومَ الكهوفِ!؟
عن الشِّعرِ المنمَّقِ بالقوافي
يُحدِّثُ عن جوى خِلٍّ شغُوفِ
ويرسمُ بالقريضِ شغافَ قلبٍ
وينسجُ ما تجمَّلَ من ظريفِ
وأين تنادمٌ في ليلِ أُنْسٍ
وأين السِّحرُ في شعرٍ لطيفِ
وأين النَّثرَ يربو مثلَ زهرٍ؟
وأينَ النَّظمُ في حبٍ طريفِ؟!
فقلْتُ لها أيا ليلايَ كُفِّي
ألا تدرين بالحَيْنِ المخيفِ؟!
فغزَّةُ قد تلظَّتْ بالشَّظايا
وعُرْبٌ يضربونَ على الدُّفُوفِ!
جنينُ كذلكم في بحرِ موتٍ
وعُرْبٌ عاقروا نخبَ الرَّهيفِ
وفي “مشفى الشِّفاءِ” يُباعُ موتٌ
لمن يرجو ضماداً للنَّزيفِ
فإسرائيلُ قد قطعتْ حياةً
عن الإنسانِ يحلمُ بالرَّغيفِ
فيا ليلايَ كُفِّي عن تَصَابٍ
ورَاعي الأمرَ في جَلَلٍ عنيفِ
فمن لا يبكِ في نَزفِ الضَّحَايا
يكنْ كالميْتِ في زمنِ الوجوفِ
وكوني مثلَ (دحدوحٍ) تَسَامَى
على الآلامِ في رَهَجِ الحُتُوفِ
سأكتبُ “بالطَّويلِ” دماءَ قومي
وأنأى عن مغازلةِ “الخفيفِ”
فدمُّ القومِ يجري صنوَ نهرٍ
على الطَّابورِ ترقُبُ في صُفُوفِ
رغيفاً كي تداريَ بأسَ بطنٍ
تمنَّى لو تُجازى بالسَّفُوفِ
فهلَّ الحَيْنُ يُهديهَا خبيزاً
زؤامَ الموتِ من عِلجٍ أليفِ
وكم هتفوا وضجُّوا في هُتَافٍ
ورَجْعُ الصَّوتِ يرجعُ للهَتُوفِ
بأنَّ النَّاسَ قد وئدوا جميعاً
؛فهم يمؤون مأمأةَ الخروفِ
“صليبُهُمُ” توشَّحَ في سَوادٍ
ونامَ مع الخوالفِ في الكهوفِ
فيا ليلايَ كُفِّي عن نَعيبٍ
فقد حَلَّ الشَّتاءُ على المَصيفِ
وهلَّ بوابلٍ يجري دماءً
وغزَّةُ تشتكي نهرَ النَّزيفِ
وعرْبٌ آخرون لهم ثُغاءٌ
بمؤتمراتِ قصرِهِمُ المنيفِ
لقد جُمعوا على البلوى مراراً
وهم يبدون أضعفَ من ضعيفِ
وقد شجبوا العدوَّ بصوتِ هرٍّ
وقد كالوهُ أمشاجَ الوُصوفِ
وكم ثملَ اليهودُ بهُزءِ قومي
وقد سكروا على نقرِ الدُّفُوفِ
فكم ذا سطَّروا كُتُباً سماناً؟
وكم ذا أبدعوا نسجَ الحروفِ؟!
ألا يا أمَّةً فقَدَتْ حياءً
وقد نامتْ عن الطَّبعِ العَيُوفِ
أصيخي اليومَ وانتبهي تماماً
من التَّطبيعِ معْ عِلْجٍ مخيفِ
فغزَّةُ بالدِّمَا سبحتْ طويلاً
وأنت لهوْتِ في سِقْطٍ سخيفِ
فجِدِّي في اللِّحاقِ بركبِ قومٍ
ولا تنأيْ عن الجَلَلِ المنيفِ
ولا تأسيْ لحادثةِ اللَّيَالي
فصبحُ النَّصرِ ضوَّءَ بالهتُوفِ
فهل يُرجى من “اليونِسيفِ” خيرٌ
ودمُّ الطفلِ يصرخُ بالنَّزيفِ؟
ومن أممٍ تداعتْ في لهاثِ
على القصعاتِ في قَرَمٍ سخيفِ
“صليبٌ” أحمرُ الإرجافِ طُراً
تخلى عن مساعدةِ الضَّعيفِ
وكلُّ مؤسَّساتِ الزيفِ بُكْمٌ
وصُمَّتْ عن تهاوٍ في السُّدوفِ
ولم تعبأْ بنوحٍ لليتامى
ولا تُرجى لبعضٍ من طفيفِ!
(وأُنرواهُمُ) عميتْ تماماً
فما شافتْ شعاعاً من طيوفِ
فيا ليلايَ صومي عن هيامٍ
وغُذِّي السَّيرَ حُبَّاً بالحُتُوفِ
فما من ملجأٍ إلا سواهُ
نرومُ الغوثَ من ربٍّ لطيفِ
محمد غسان الخليلي