أبــدا لـذكـركِ أدمـعـي تـتـرقـرقُ
وجـوىً يَفـيـضُ وخـافـقٌ يتـحـرّقُ
قـد جـف ّ عـودي وانطـوَتْ أوراقـُـه
مَـن ذا الـذي يحنـو علـيـه ويُشـفـقُ
هـل مِـن سبيـلً كـي أضُمَّـكِ لحظـة
ًفلعـلَّ عـودي قـرْبَ عـودكِ يــورقُ
ولقـد بكيـت ُ علـى ذراعـِكِ سـاعـة ً
كالطفـل ِيجهِـشُ بالـدمـوع ِ فيَشـهقَ
إني حملـتـكِ يــا هـمـومُ ثقيـلـة
لو أن صخـرا نـاب عـنـي يُفـلـقُُ
يـا غربـتـي قـولـي لـغـزةَ َ إنـنـي
شـوقـا إليـهـا مهجـتـي تـتـمـزقُ
قـولـي لـهـا إنَّ الغـريـبَ مُضَـيّـعٌ
مـن صـدره نَهـرُ الـمـرارة ِ يَـدْفِـقُ
واللهِ لـو رصفـوا الــدروبَ وزَيّـنـوا
فَلَـكَ السمـاءِ بمـا يُـحَـبّ ويُعـشـقُ
في غير حضنـكِ لا يطيـب لـيَ الهـوى
وبغيرمـائـكَ يــا ثَـراهـا أشْـــرَقُ
أنغـامُ موجـِكِ فـي ضميـري عَزْفـهـا
وأريـجُ زهـرك فـي فــؤادي يَعـبـقُ
أنـا فـي رحيلـي تُسْتـفـز مدامـعـي
ويـكـاد قلـبـي لـوعــةً يتـفـتّـقُ
الشبـرُ عنـدي فـوق أرضـك ِ واســعٌ
والكـون دونـك يـا بــلادي ضـيّـقُ
وأنـا الغنـيُّ عـلـى ثــراكِ بـدرهـم
وعلـى سـواكِ بمـال –كسرى-أمْـلَـقُ
لا أشتـهـي إلاكِ صـــدرا دافـئــا
يحـنـو عـلـيَّ بـسـاعـدٍ يَـتـرَفـقُ
قلبـي يحـنّ لنسـمـة ٍ مِــن بحـرهـا
ولنفـحـة ٍ منـهـا يـفـوح ُ الـزنـبـقُ
إن مَـرّ طرْفـي فـوق شِبْـهِ زهـورٍهـا
أجـثـو عليـهـا بـاكـيـاُ أستـنـشِـقُ
فتهيـْجُ أحـلامُ الطفولـة ِفــي دمــي
ويَفِـرُّ مـِـن عيـنـيَّ دمــعٌ يَـحـْرقُ
وأكـادُ أحْسُـدُ كـلَّ طيـر ٍفـي السـمـا
يَمْشـي عليـكِ وفـي فـضـاكِ يُحَـلـقُ
قُبَـلاً أُطَيِّـرُ فــي الفـضـاء ِلعلـهـا
ترسـو علـى الـخـدِّ الــذي أتَعَـشّـقُ
أنـا مـا شققـتُ عليـكِ قلـبـي إنما
قلْـبُ المـحـبِّ مرارةً ًًًيتشـقـقُ
يا مَـن يلـوم ُ علـى الصبابـةِ والجـوى
لا فِكْـرَ فـي عُـرْفِ الهـوى أو منطـقُ
وطنـي حبيبـي هــل إليـنـا أوْبَــة ٌ؟
أمْ أنَّ بـابَـكَ دون بـابــي مُـغـلََـقُ
أنـا فـوق شطـك ِ لـي خيـالٌ سـابـحٌ
وعلـى غصـونـك خافـقـي يتعـلـقُ
عِشْـق ٌيسافـرُ فـي دمــي فيهـزنـي
فيفيـضُ بـي وَجَـعُ الحنيـن ِ فـأرْهَـقُ
فأمـدّ كفـي صــوبَ قلـبـي هاتـفـا
يـا قلـبُ صبْـرَكَ حلمُـنـا سيُحَـققُ
____________
صبحي ياسين