ذلُّ السلطة:

(على لسان كل صاحب مَنْصِب أو مركز، وقد فقد منصبه بعد أن مارس كل أصناف الظلم)

لِمنْ أشكو عذاباتي
وقد أثْخَنتُها إثماً حساباتي
أأشكوها لِمنْ فرّطتُ في جنبهْ
ليغفرَ لي خطيئاتي
أأشكوها لمن في قلبه مرضٌ
وقد غذّى حماقاتي
تركت المنّ والسلوى
إلى الأدنى
فأَجْني الشوكَ مِن زرعي
وغلّاتي
هجرتُ النور مدّعياً
بأنّ الليلَ تستهوي كياناتي
عشقتُ الذّل أزماناً
تخذتُ الخلق أسياداً
زعيمي كلّ ذي جاهٍ
وسلْطاتِ
كنزتُ المال مراتٍ ومراتِ
أُواري بعض سوآتي
لأجل لُعاعةٍ أوْ قلْ لُقيماتِ؛
طعنتُ الكلّ في الظهرِ
تملّقتُ، فأوصاني كبير القومِ
أنْ أوشيْ؛
فأنجزتُ
وأنْ أسرقْ
فأذعنتُ
وقد زاغتْ مآلاتي
تذرّعتُ بأني اليوم مؤتمنٌ
ظننتُ بأنني المطلوب في كل الغواياتِ
ينادوني فلا أنطقْ
سوى: “مولايَ قد تمَّ”
لذا أُدْعى إلى كلّ اللقاءاتِ،
وقد خضتُ المخاضاتِ
وَوُليتُ؛
أُمَنّي النفسَ بالنَّعَمِ
أغضّ الطّرف أُوهِمُهمْ بأني أخلصُ الخلقِ؛
فلا أُبصرْ
ولا أصغي لأقوالٍ وهمْساتِ؛
ليعطوني من الألقاب أشهرها؛
معالي البيكْ
والباشا
وألقاباً لها في النفس إيقاعُ
الوجاهاتِ
….وفي غفلةْ؛
تقاعدتُ
ويا أسفى
فقد أصبحت منبوذاً
من الناسِ
ولا أحظى بفنجانٍ من القهوةْ
ولا حتى ابتساماتِ

#نجم_رضوان