العيدُ عادَ بهِ الأحْزان ُ تَقْتُلُنِي
وَليْتَ دَمْعي مِنَ اﻷحْزانِ يُسْعِفُني
كَم كُنتُ أَحْيا مَعَ اﻹخْوانِ في رَغَدٍ
حتّى أتَتْنا أَفاعي الشَّر والفِتَنِ
يَا قَادماً صُبْح يومُ العيدِ تُوصِلنِي
أَمْضَيْتَ دَهْراً بلا عُذْرٍ تُخَاصِمُني
كَفْكِفُ دُمُوعَكَ في الذِّكْرى لَنَا أَلَمٌ
ما فاتَهُ الدَّهْر لا يَأتِي مَعَ الحَزَنِ
إِنِّي دَخَلْتُ مَعَ الأَياَّمِ مَدْرَسَةً 
فيها البلاء ُ مع العَنَاءِ حَنَّكَني
حتّى بَنَيْت ُمَنَ الآلامِ جَامِعَةً
دِرَّسْتُ فِيها الَّذي بِالأَمْسِ دَرَّسَنِي
أُخْفي مُرَامِي لأَمْرٍ كَنْت ُ أَنْشُدُهُ 
إذا عَلِمتُ بِلَحْنِ القَوْل ِ يَخْدَعُنِي
أُخْفي ذَكَائيْ إذا ما الشَّرُّ مُتَّقِدٌ
أَرى ذَكَائيْ ما قَدْ عَادَ يَنْفعُني
وَالمَكْرُ في عُيُونُ الرِّجَالِ أَقْرَؤه
إذا يُوَسْوِسُ صَدْرُ المَرءِ يُسْمِعُنِي
أَمَضَيْتُ دَهْرا ًمَعَ الأعْداءِ في نَكَدٍ
بِكَسْب ِقُوتي على فِلسٍ تُزاحِمُني
وَدَارُ بُخْلٍ مَضَى عُمْري أجَاوِرُهَا
جَارَتْ عَليَّ بِصَحْنِ الزَّيْتِ والّلبَنِ
ما بَيْنَ ربْعي وَخلِاَّني وَإِن ْ تَرَنِ
إنِّي أَعيشُ كَما اﻷغْرابِ في وَطَني
لولا الكِرامُ وأَهْلُ الخيرِ من عَرَبٍ
لألْعَنُ العُرْبَ طُولُ العُمْر في زَمَني
_______________
سعود أبو معيلش