جَرِيــحٌ أنتَ يا وَطنِـــي جَريـــحُ
وكمْ تَجْـرِي الذِّئَـابُ وَ كمْ تَصِيحُ
*
شَرِبْتَ منَ المَجَـــــــازرِ مَا أرَاهُ
وهلْ يخْفَـى العَــذابُ وَ يسْترِيـحُ ؟
*
وَ تبْقَـــى لاَجِئًــا فوْقَ المَــــآسِي
فلَا وَطــنٌ يضُمُّـــكَ أوْ ضَرِيــحُ
*
خلقْـتَ لكَـيْ تَعِيــشَ بـلاَ جنَـــاحٍ
أنَا أمْ أنْتَ يَا وطَنِــــــي ذَبِيـــــحُ ؟
*
هوَ القَــــدَرُ الّذِي مَــــازَالَ غيْبًـا
وَيصْنَـــعُ مِنْ دِمَــائِـكَ مَا يُبِيـــحُ
*
تجَلَّـــدْ رُبَّمَــا الأعْمَـــــاقُ تحْيَــا
إذا مَا خَانَهَــــا الوَجْـــــهُ القَبِيــحُ
*
وفَجِّـــرْ كلَّ مَنْ وَهَبَ المنَــــايَـا
وقَـــاوِمْ كلَّمَـــا انْتفَضَ المَدِيــحُ
*
لقـدْ كفَــــرَ الطُّغَـــــاةُ بكلِّ شعْبٍ
وَمَا كذَبَ النَّبِـــيُّ وَ لاَ المَسِيـــحُ
*
أيمْكِـنُ أنْ تمُــــوتَ الـيَــوْمَ حُرًّا
وَترْفُضَ أنْ يُغَــازِلَــكَ الفَصِيــحُ ؟
*
فسَجِّــــلْ أيّهَا التَّـــــارِيـــخُ إنِّــي
بهَـذا الكَــــوْنِ منْتَفِضٌ صَرِيــحُ
*
لئِنْ وَقَـفَ السِّــــلاَحُ بكلِّ جيْشٍ
فحَسْبِـي أنَّـكَ الوَطَــــنُ الفَسِيـــحُ
*
دِمَــــاؤكَ شمْعَــــــةٌ فِي كلِّ ليْـلٍ
ومَنْ غيرُ الظَّــلاَمِ هُوَ الجَـرِيــحُ ؟
*
يَظـلُّ يُطَــــارِدُ الإجْــــرَامُ شعْبًـا
لِيُولَـدَ رُبَّمَــا وَطَنِـــي الطَّرِيــــحُ
*
فقَــــاوِمْ لنْ تمُـــوتَ وَ لوْ أرَادُوا
فأنْتَ القلْـبُ و الوجْـــــهُ المَلِيــحُ
محمد الصالح بن يغلة