إِذا بَكَيْتَ فَدَمْعُ الْأُمَّهاتِ دَمُ *** فَاخْفِضْ جَناحَكَ لِلْحُرّات يا قَلَمُ
وَكَمْ بَكَيْنَ عَلى صَقْرٍ يُقَيِّدُهُ *** قَهْرٌ وَتَشْتاقُهُ الْغَيْماتُ وَالْقِممُ
وَكَمْ أُسارى مِنَ الْأَحْرارِ قَدْ كَسَروا *** قُيودَنا حينَما كَسْرَ الْخَنا عَزَموا
رَبَّوْا لَنا أَمَلًا كَالطِّفْلِ حينَ حَبا *** لكِنَّهُمْ في سُجونِ الظُّلْمِ قَدْ هَرِموا
هُمْ مَنْ يَخُطّونَ سِفْرَ التَّضْحِياتِ لَنا *** كَيْما يُرَفْرِفَ فَوْقَ الْقُبَّةِ الْعَلَمُ
يا ابْنَ الدَّقامِسَةِ الْأَحْرارِ ما جَنَحَتْ *** لِلذُّلِ إِرْبِدُ أَوْ أَغْرى الْأُلى السَّلَمُ
فالسَّلْمُ آلٌ بِصَحْراءِ الْجَهولِ نَما *** وَلَيْسُ يُخْدَعُ بِالْآلِ الْفَتى الْفَهِمُ
كُلُّ الْمَآذِنِ في الْقُدْسِ الشَّريفِ دَعَتْ *ْ** لِأُمِّ أَحْمَدَ: زالَ الْهَمُّ وَالْأَلَمُ
نِعْمَ الشَّريفُ الَّذي للهِ غَضْبَتُهُ *** وَلَمْ يَكُنْ لِسِوى الْإِسْلامِ يَنْتَقِمُ
نِعْمَ الَّذي قالَ "لا" بِالْفِعْلِ في زَمَنٍ *** لاءاتُهُ حينَما يَطْغى الْعِدا "نَعَمُ"
نِعْمَ النَّشامى أُسودُ اللهِ في وَطَنٍ *** سياجُهُ الْعِزُّ والْأَخْلاقُ وَالْكَرَمُ
____________________
جواد يونس