عِـشْ في الحـيا شهـماً أبيَّ النفسِ
أو فـاتَّـخِـذهـا وِجـهـةً لـلـرمـسِ
اللـيثُ يـزأرُ كي يُخـيفَ ضِباعَها
ما كانَ يردعُ جـمـعَـها بالـهـمـسِ 
لا يجـنِ مَنْ طلبَ الحقوقَ حقوقَهُ
إنْ لـم يـكُـنْ فـيـها شـديـدَ الـبـأسِ
لا بدَّ مِنْ صقـلِ السيوفِ ورفـعِها
فالبيضُ قـد صدأت لطولِ الحبسِ
كُنْ في مقدمةِ الصفوفِ إلى العلا
مَـنْ ذا يُـسـاوي ذيـلَـهـا بـالـرأسِ
فـلـقـد سـئِـمـنـا شـجـبَ حـكامٍ لـنا
قـد أصبحـوا فـيها عـبـيدَ الكرسي
يـتـسامـرونَ كـأنَّ لا ضيـماً لـهُـم
ويُـلـوِّحـونَ لِـبـعـضِهِـم بـالـكـأسِ
* * *
يا قـدسُ عـذراً إن رأيـتِ تخـاذلاً
فـلـقـد وُلِـدنـا فـي زمـانِ الـنحـسِ
عُـدنـا نُـقـاتِـلُ بـعـضَنـا بـضراوةٍ
وتـشـتُـتٍ فـي خــزرجٍ والأوسِ
صِرنا نُـمَـنِّي الـنـفسَ نيلَ أقـلِ ما
قـد كـانَ مـرفـوضاً لـنـا بـالأمـسِ
الضعـفُ فـينا صارَ درساَ قـاسياً
يُدمي الـقـلـوبَ فَـيـالَـهُ مِـنْ درسِ
إذ أنـتِ جـوهـرةٌ بخـسـنا حـقَّـها
لم يخـبُ سحـرُ بـريقِها بالـبخـسِ
لـو كانَ فينا فارسٌ رفـضَ الخنا
مـا قـيـلَ نـقـلُ سـفـارةٍ لـلـقـدسِ
* * *
لا تـيأسـوا أن تـسـتـرِدّوا حـقَّـكُـمُ 
لا يَـقـتـلُ الآمـالَ مِـثـلُ الـيـأسِ
إنَّ الـظـلامَ وإنْ يـطـولُ نُـفـوذُهُ
لا بُـدَّ مِـنْ أن يـنـتـهـي بـالـشمسِ
فالضوءُ يطردُ كلَّ غِـربانِ الظلا.
مِ إذا بـدا في الـصبحِ لا بالعكسِ
لا بـدَّ مِـنْ أن تنجـلي عن فـارسٍ
يُعـطي الدروسَ لرومِها والـفرسِ
فـغـداً إلى الأقـصى نـشدُّ رحالَنا
فـيكـونُ يومُ الـفـتحِ يومَ العـرس
الشاعر: سعد محمود الجنابي/ العراق