لـكَفاكُم غيرَ مَأْسوفٍ عَليكُم.
رَحيلٌ نحْوَمجهولٍ وَأكْــثرْ
كفاكم قد اضعتم ما تبقى.
وقد حل الصقيع بنا وانذرْ
ينابيعَ المحبّةِ قدْ طمستمْ
كأنَّ القلبَ فيكمْ قدْ تحجَّرْ
وجَيشُ العابثينَ جثَى بأرضي
أقامَ خيامَه وبنى وعَسكرْ
كَفاكُم شعبُنا قدْ ذاقَ ويلاً
وباتَ الهمُّ يغشانا ويَكبرْ
كفاكُم شعبُنا يقتاتُ جُوعًا 
فَلا خبزٌ وبعضُ النَّاسِ افقرْ
وبعْضُ النَّاسِ ينتظرُ العَطَايَا
وقد كنَّا الاكارمَ بلْ واجذرْ
حُرُوفَي مُتعباتٌ بيد أنـِّــي
اخافُ الحرفَ أنْ يُمحى ويُقبرْ
سأكتبُ ما تجودُ بهِ حُروفِي
وارسمُ ما به قلبـِـي تَفطَّـــرْ
همومٌ مثقلاتٌ في عُيونــِـي
وفي عينِ الولايا مَن سيذكرْ
وكمْ من عابثٍ قد صارَفينا
بِذِي رأيٍ وينْهَانا ويـَـأمُــــرْ
وكم طافت على بلدي رزايا
وسبعُ قد مررنَ ومنْ سَيُنكرْ
عجافٌ ليسَ يُنكِرُها حكيمٌ
تدبَّرَ في مَآسينا وأبصـــرْ
قَرَارٌ صَارَ يلحقُــهُ قــرارٌ
ودمعٌ فِي مآقِينَــا تَحجــــرْ
حِوارُ صَارَ يتبــعُه حِــوارُ
وكُلُّ باتَ في الكُرْسِي يُفَكِّرْ
وما ادراهُمُ أنَّ الكراسِــي
تزولُ وحُكمُها شئُ مُـــقَدَّرْ
كفاكم أيُّها الشعبُ اسْتفيقُوا
فَحُلمُ الثَّورةِ الكبْرَى تبَخـَّـرْ
وكم كانتْ مطامِعنا بُروجًا
وقد صارتْ ربيعًا ليس يُزهرْ
كفاكُم إِرحَلوا عنَّا كفاكُـــمْ
بِلا أسفٍ ولا أدْنَــى تحسُّرْ
كَفاكمْ حَالُنا ألــمٌ تشظَّـــــى
وبَعضُ العظمِ صعبٌ إن تكَسّرْ
**********
يوسف سليمان