أتَى رمضَانُ شهرُ اللَّهِ حَلَّ

أتَى بَرَداً على الأحشَاءِ هَلَّ

لريحِ المسكِ في الأفواهِ عطرٌ 

أتَى بالدُّوحِ في حاديهِ ظِلًّا

أتَى كنزُ التِّجارةِ هلَّ ربحاً 

فهلْ تبنِيْ لكَ العُقبَى محلًّا ؟

دعِ التَّسويفَ شهرُ اللَّهِ غادٍ

تعجَّلْ لا تقلْ ليتَ لعَلَّ

هُنَا حور ُالجنانِ بهِ تجلَّتْ 

فهلْ من خاطبٍ للحورِ ظَلَّ ؟

رحابُ الحقِّ بالأشواقِ حلَّتْ 

فمن ينأَى عن القرآنِ ضَلَّ

أهلَّ هلالُهُ صومُوا وصَلُّوا

فبالإحسانِ والبشرَى تَجلَّى

مساءُ اللَّيلِ آياتٌ وذكرٌ 

نهارُ الصَّومِ بالإمساكِ عَلَّ

على محرابِهِ هضبُ السَّنايَا

وأنتمْ خيرُ من أعطَى وصَلَّى

فكمْ في ليلةِ القدرِ اغتفارٍ 

وعتقٍ من لدَى الرَّحمنِ جلَّ

إذا داعِي الهُدَى نادَى فأهلاً 

وإن داعِي الخَنَا نادَى فكلَّا

يَحلُّ الشُّهدَ في كأسِ العطَايَا ؟

إذَا ما الصَّومُ بالحسنَى تَدَلَّى

سنَا التِّبيانِ آلاءٌ فهلْ ليْ ؟ 

إلى روضٍ يفوحُ شذاً وفلًّا

يُسَاقِيْ الصائمينَ رضابَ شُهدٍ

من الرَّيانِ بالرَّيَّا تَحَلَّى

إذَا ما جاءَ شهرُ اللَّهِ غيثٌ 

أتَى الرَّحمنِ والشَّيطانُ ولَّى

__________

إبراهيم القيسي