من خلف ِالفجرِ الآتي من أفق العبثِ المجنونْ
من ترنيمِ النايٍ الملقى في سفْح ٍ ينظرُ مهتاجا لتخاريفِ البحرْ
من خلفِ هطول ٍأسودَ في روض ٍ تحت الظلِّ المكسورْ
تنهيدة ُطفلٍ يرضعُ ثديا تحتَ سياط القهرِ ْ
تتكوّن ُآهاتٌ تتلعثم ُفي حلقي المنخورْ
كلماتٌ تستعصي تتعاقرُ خمرا وشجونْ
أتأرجحُ عبرَ مسافاتٍ بتخومِ الصبرْ
من أرصفة ِالنوح ِالمتلسقِ جدران َ العمرْ
وتراوغني أنواع ُرزايا تقتاتُ الفجر ْ
تغتالُ اللونَ الأحمرَ من أوراق الوردْ
وتُسَدُّ منافذَ أيامي تتشفّى حقدا في أرَقي وتأوُّه آلامي
كم أجهدُ نفسي حتى أقتطفَ الغصنَ المتدلي في خجل وعفونة ِعُهرْ
أرنو للظلِ القادمِ منتحرا يتمدّدُ تحتَ سياط الذلْ
وقطيعٌ من ذئبان فوق السفح الآخرِ منتظر ٌ فرصَ الغدرْ
وبقايا خلق الله بأعينهم ألوان ٌمن آياتِ الرٌّعبْ
وأنا أتجولُ عبرَ مدائنَ تخلعُ ما لبستْ في أزمانِ الخِصبِْ
وغدتْ تتعرّشُ أعمدةَ السطوِ الجاني ِأو تنهارُ بها الأسوارْ
تتعبّدُ عند صوامعها ألوانُ ثعابين ٍشتّى
إني أشقى في بحثي عن وطن يؤوي حدقي
عن حبةِ قمح ٍتسعفُ جوعَ عصافير الدوري
ما أصعب َأن تنسى وطنا يحيا فيك ْ!
ما أقسى أن تتوجع من جرح لا ينزف إلا القهرْ
أو ترمُقَ بعضَ توجُع ِ أزهارٍ عطشى طرف النهر ِ الغاصتْ فيه الأمواهْ
هل أصنعُ لي وطنا آخرْ؟
أم أرفعُ سورا حول مدينتنا ؟
هذا وطني غاف ٍ في أكوانٍ تتلوى بين ِجوانحنا ويعاند تركَ حنانِ القلبْ
يرجو أن تصهلَ في الساحات خيول ْ
هل نسرج أحصنة الهذيانْ؟
هل يقدر أن يسعى للفجر ِ الخصيانْ؟
هل تُسرَجُ أفراسٌ بصهيل ٍ في (جبل الشيخ ) 1؟
حتى تتقدمَ في الساح ( البلقاءْ ) 2
ونجرد ُ سيفَ صلاح الدين(3) فلا يبقى في أقبية ِالنسيانْ؟
ها قد مسحوا من لوحةِ عشق ِ خريطتنا وطني المرسوم َ بهدْب العين ْ
هذا وطنٌ يغفو في أحدَاق ِ الطفل ِ الأسمرْ
أو في سبورة صف ٍ أو جدران ِ قلوب ٍ ملتاعةْ
إنا نرجو وطنا لا يمكن أن تُستبدَل َ فيه ضمائرَنا؟
إنا نبغي وطنا يبقى عنوانَ نقاء ٍ في تهويمِ العشقْ
مصنوعا من لمعان ِ السيف ِ ونطردُ منه قبائلَ عبس ٍ أو ذبيانْ
و القادمُ من أزمانٍ يملؤهُ أغمار بيادرْ
وهطولُ رذاذ ٍمن آفاقِ الغيم ِالماطرْ
والطفلُ الآتي يبني أسواراً لمدينتنا
وتعودُ عاصفيرُ الدوري في صبح ٍهجرته الغربانْ
وصليلُ مياهِ النهرِ زغاريدُ الفجر على جبهات الفتيان
وضفيرة ُبنت ٍترقص فرحى في أعراس ِحصاد الحقلْ
وبيادرُ قمحٍ تهزج ُفيها أفراحُ الموسمْ
تتهامسُ قربَ النبع ِ صبايانا
ويعرّشُ في كرمي زمنٌ أخضرْ
شعر:رمزت ابراهيم عليا