أينَ الشَّجاعةُ والمروءةُ والبطولةُ ياعربْ؟

أينَ الرُّجولةُ حينَ تُذْبَحُ زينبٌ إرباَ إرَبْ؟

أينَ الشَّهامةُ حينَ يٌهْتَكُ سترها ا؟ أينَ الغَضَبْ؟

أينَ الّذينَ تَشَدَّقُوا بعروبةٍ فيها العجبْ؟

أينَ البُطولاتُ التي غَصّتْ بها تلكَ الحُقَبْ؟

أينَ الّلذينَ تسابقُوا يَتْلونَ ألافَ الخُطَبْ؟

هلْ أصبحتْ عبثَاً وقوداً للغناءِ مع الطربْ؟

أمْ أنَّها أَضْحتْ مداداً لِلْمعارفِ وَالكُتبْ؟

أمْ ماتَ معتصمٌ لَنَا ، وَبِموتِهِ ماتَ العربْ؟

أَوَمَا رآيتُمْ يا رجالَ الدِّيْنِ جُرْمَاً يُرْتَكَبْ؟

درعا يُذَبَّحُ طِفْلُهَا وَبِحِمْصَ حقٌ يُغْتَصَبْ

وَحَرائرٌ في موطني سالَتْ دِماهَا لِلرُّكَبْ

وَمَنَابِرٌ وَكَنَائِسٌ هُدِمَتْ هناكَ معَ القِبَبْ

لاتبكِ عينُكِ زينبٌ قدْ صابَ نخوتِهمْ عَطَبْ

يا وَيْحَكمْ خُنْتُمْ كتابَ اللهِ فالعَجَبُ العَجَبْ

وَيْلٌ لَكمْ يا شؤمَكمْ بِعْتُمْ جِنانَاً بِالحَطَبْ

وَاليومَ أضحى رِيشُكم عندَ النَّوائِبِ كا لزَّغَبْ

في حمصَ تُذْبَحُ زينبٌ مِنْ ذَا الوَرِيدِ لِذَا العَصَبْ

وَالستر يُهْتَكُ جهرةً ، وَ بِقُرْبِهَا نامت حَلَبْ

فيها الرِّجالُ على الحريرِ يُساوِمُونَ على الذَّهبْ

وَموائِدٌ غُصَّتْ بها كُلُّ المَحَاشِي وَالكِبَبْ

عُذرَاً فقدْ ماتَ الرِّجالُ على حدودِكِ ياحلبْ

ماعادَ فيكِ مِنْ رِجَالٍ اسْتَحِثُ بِهَا الغَضَبْ

إِلَّا الَّذينَ تسابقوا نحْوَ النَّعيمِ المُرْتَقَبْ

فَهُمُ مناراتُ الفِدَا ما لي عليهم مِنْ عَتَبْ

يا أُمَّ زينب فَاقْبَلي هذا العزاءَ بِمَنْ ذَهَبْ

ياحمصُ هاكِ قصيدتي وَلكِ حروفي تَنْتَحِبْ

أَعْجَزِتِ بِعدَكِ أمَّةً وَكتَبْتِ ملحمةَ العربْ

ربَّاه فاحفظْ حمصَنَا وَارْفعْ عَنِ الشَّامِ الكُرَبْ

وَاحْقِنْ دماءَ شبابِنَا وَاسْحقْ طواغيتَ العربْ

*****
بقلم المغتربه