11 أكتوبر, 2011 معركة الأمعاء الخاوية؟!
من الأقبية المعتمة الرطبة، والزنازين الضيقة.. يصّاعد هزيم النهار.
وفي أكثر من ثلاثين سجناً ومعتقلاً، يصهل أكثر من عشرة آلاف حصان في شرايينا وأوردتنا.
وإلى نصف القلب في (بئر السبع) و(نفحة) و(عسقلان) و(الرملة) و(شطة) و(الدامون) و(كفار يونا).. يرحل نشيد التراب، عارياً كأزهار القطب، متألقاً كقشرة السنديان.
الأمعاء الخاوية تقاوم من دون صوت، رافعة مناديل الحبر ورسائل الصمود.
ملوحة بأوراق الزعفران في نهر يحمل رائحة المدن والقرى المهجّرة.
والترحيل القسري الصعب.
الأمعاء الخاوية تقاوم منذ نيف وأربعين عاماً، تسترجعها المخيلة انتفاضة بعد انتفاضة..
المنتفضون لم يطالبوا بتحسين الطعام، أو الأكل على موائد نظيفة بالشوكة والسكين..
طالبوا بالحرية والكرامة ووقف التعدي الجسدي..
وطالبوا بالدفاتر والأقلام والأحبار.
فعلوا ذلك وهم ينفضون ريشهم من رطوبة السجن، ويطلقون رياح التوق للبراري النائمة والأشجار الصامتة والنجوم التي قتلها حديث الصقيع.
وليس يهم الكناري بعدها أن يبحر صوب المضيق ليخلع النهار عن الشاطئ الذي ما يزال يرفع أبراجاً من الضباب، ويغلق المراكب على النهار.
للأمعاء الخاوية قبضة من فولاذ، فلا تحولوها إلى عجين رخو بصمتكم الجليدي.
بقلم:محمد أبو عزة