(في حضرة المصطفى)
في حضرةِ المُصطفى والبابِ والحـرَمِ قِـف خاشِـعًـا وتعاهَـد أدمُعَ الـنَّدَمِ
واخفِـضْ جناحَكَ واستشعر مَـحَــبَّــتَـهُ إنَّ الرَّسولَ لَخَيْـرُ العُـربِ والعَجَمِ
يا أيُّـهـا الشِّعـرُ مهما اخترتَ من كلِـمٍ فــلـن تـوَفِّيَ فــذًّا ســامِـقَ الـشِّـيَـمِ
مهْـما استـقـيْـتَ مَـعـيـنًـا من مَحاسنه فـإنَّـه فــوْق مـا يَـنـداح مـن قــلَــمِ
قـد خـصَّـه ربُّـه بـالحـسـنِ مُـنـفــردًا كـأنَّـه الـبَـدرُ فـي داجٍ من الـظُّـلَـمِ
أمَّـا الـنِّـســاءُ فـــدَعــواهُـنَّ بــاطِـلــةٌ إنْ قـلْـنَ أنجَـبْـنَ أوْ يُنجبْنَ مِن نسَمِ
مِـثـلَ الـرَّســـولِ جـمـالًا أو يُـقــاربُـه فـقـد أنــاف عـلى الأقــوامِ كـلِّــهِـمِ
هـو الـرَّســولُ تـسـامى فـي خـلائـقِـهِ مـا كـان يَـوْمًـا على شيْءٍ بـمُـتَّـهَمِ
قـد جـــاء مـنـذ بَـــراه الله مُـكـــتـمِـلًا مـتـمَّـمًـا في عرا الأنسابِ والـقِـيَمِ
مـا كـان ضـارَعَــه يَـوْمًـا غـطـارفـةٌ في بَذلهِ لـلـنَّـدى والجـودِ والـكـرَمِ
مـا كـان قـاربَه الـفـرسـانُ فـي مِــرَرٍ عـنـد المعاركِ أوْ بارى قواه كَمِي
هـوَ الحَـيـيُّ كـمـا العـذراء فـي سُـتُـرٍ هـو الـوَفيُّ يَـفي بـالـعَـهـدِ والـذِّمَـمِ
هـوَ الـرَّحـيمُ الحـلـيمُ الـطَّـبعِ تحـسـبُه كـأنَّـه الـقـطـرُ هَـطَّالًا مِـن الـدِّيَــمِ
هـو الـبَشـوشُ إذا مـا جـئـتَ تـطـلُـبُـه تـلـقـاه دومًـا بـوجـهٍ جـدِّ مُـبـتـسِـمِ
هـو الـفـصـيـحُ لـسـانًـا في مُخاطـبَــةٍ مـا كان أفـصَحَه مـن نـاطقٍ بـفـمِ!
مـا كـان أصـــدقَـه في عَـفِّ مِـقـوَلِـهِ مـا كـان أوْصَلَـه لـلأهْـلِ والـرَّحِمِ!
هـو الـيَـتـيـمُ اصـطـفـاه الله مُـبـتَـعَـثًـا لِـيُـرشِد الـنَّاسَ لـلرَّحمنِ ذي الـنِّعَمِ
قـد جـاءه الـوَحيُ فـامـتـارتْ عزائمُه منه الحَـمِـيَّـة في ضافٍ من الهِـمَمِ
وقـد تـحـلَّى بـصـبـرٍ عَـــزَّ مَـطـلَـبُــه مُــذ عــذَّبــوه وعــانى شِــدَّةَ الألَــمِ
لـكـنْ دعـا قـوْمَـه بـالحِـكـمَة انبجستْ وأيْـنـعـتْ في رِعاءِ الـشَّـاءِ والغـنـمِ
فـانـداح نـورُ الهُدى في الكوْنِ مؤتلِقًا وأحمَدَ الـنَّاسُ وَهْجَ الدِّينِ في الأمَمِ
شـادوا بـفـضلِ رســولِ اللهِ مَـمْـلـكَـةً قامت على العدلِ والتَّوحيدِ لا الصَّنمِ
تـلـك الـفـتـوحـاتُ لـلإسـلامِ مَـفـخـرةٌ وقـد تـبَـوَّأ فــيــهـا عــاليَ الـقِــمَـمِ
“إنَّ الـرَّســولَ لـنـورٌ يُـسـتـضاءُ بـهِ” في كلِّ عصرٍ وما عـنَّا بمُـنـصرِمِ
مـا بـالُ قوْمٍ وقـد أخـفَـوْا خَـبـاثـتَـهُـمْ كـأنَّ واحـدَهُـم قـد بـاءَ بـالصَّـمَـمِ
يُـشَـكِّــكـون بـأقـوالِ الـرَّســولِ ومــا لـدَيْـهِـمُ مِـن دلـيــلٍ غـيْــرِ مُـتَّـهَــمِ
لـيـطـمِسوا سُـنَّة الـمُـخـتـارِ في زمَـنٍ يَـتـوقُ لـلـسُّــنَّـةِ الـغــرَّاءِ والحِـكَـمِ
كَتـوْقِ أرضٍ إلى مُـزن السَّماءِ هَـمى وتوْقِ قلبٍ إلى نهْجِ الرَّسولِ ظَمي
يـا أيُّـهـا الـجُــهَــلا كُـفُّـوا مَـســاءَتَـكُـم ما كان نورُ الهُدى يَـوْمًا بمـنهـزِمِ
واللهُ يَـعـــصِـــمُــه مِـن كــاذبٍ أشِــــرٍ وسَوْف يَـدفـع عـنهُ واهيَ الـتُّـهَـمِ
لا تُحجَبُ الشَّمسُ في الإشراق عن بصَرٍ إلَّا إذا كان مَن يُفـتي بذاكَ عَـمي
مـا كـان لـلـحقِّ أنْ يُـمحى ولـوْ بُـذِلَـتْ هوجُ المَكائدِ مِن باغٍ ومِـن وخِمِ
وسـوف يـبــقـى رسـولُ اللهِ قـدوَتَـــنـا عهدًا عليْنا وما حَـنْثٌ لدى القسَمِ
محمد عصام علوش