لمـاذا يثـْخِــنُ الجُـــــرحَ الفــراقُ
*** علـى جُــرفَــيهِ مـنْ دَمِنــا يُــراقُ
وأحْـــزانٌ تُرافِـــقُ كُــــــلَّ حـــلْـمٍ
*** يُعَـمْلِــقُ مـنْ مـآســـينا الشِّـــقاقُ
خَـجِـلْنـــا مِنْ مَـواضٍ تَــزْدَرينــا
*** لَهــا فـــي حاضِـرٍ قــدمٌ و سـاقُ
كَتَبْنــا فـــــوقَ راحـاتِ اللَّيـالــي
*** وفَـــوقَ الفَجْــرِ يُعْلِنُـــهُ انْبِثــاقُ
لَنـــا في العـــزِّ رايـــاتٌ وسَـبْقٌ
*** نَفــوزُ بِـــهِ إذا حَميَ السِّـــــباقُ
على أوتــارِنا عَــزَفَتْ خُطـــوبٌ
*** و حـلَّ الهــمُّ ليـسَ لـهُ انْعِتـــاقُ
تُكَبِّـــلُ عُمْـــرَنا آهــــاتُ قَيــــدٍ
*** و نَحمِلُ في النَّوى مالا يُطـــاقُ
كَأنَّــا فـي الــرّحـى أزواج كُنَّــا
*** علــى مَضَـضٍ يُفَــرِّقُنا الطَّـلاقُ
ونَحْيــــا لا تَطيـبُ لنـــا حيـــاةٌ
*** و للآلامِ فــي صَــمْتٍ نُســــاقُ
فَيَنأى عن صدى الأحلامِ رَجْعٌ
*** و يَهْجُـرُنا بـِــلا أَمَـــلٍ وِفـــاقُ
أنادي و الضَّبابُ يَلُفُّ خَـوفي
*** و يَبْكـــي فرقــةً ثَقُلَتْ زُقــاقُ
فلا صَحْبٌ مـعَ الأيَّـامِ عادوا
*** يُغـالِبُهُـمْ إذا رَحَـلوا اشْــتِياقُ
وكمْ منْ مُدْهنٍ أخْفى وُجوها
*** و عِنْــدَ لقائِنا سَــقَطَ النِّفـاقُ
نُعانِقُ صورةً و نَهيجُ شَوقاً
*** و هلْ يحلو على بُعْـدٍ عِناقُ
شَكَوتُ إلَيكَ يا رَحمنُ خَوفاً
*** إلــى رُحْماكَ قَدْ شُدَّ الوِثاقُ
________________
نضال قاسم السلومي