مهداة إلى أرواح شهداء يوم الأرض 30.3.1976.

الْيَوْمَ يَوْمُكِ يا (أُمَّ الْبِداياتِ) *** الْيَوْمَ يَوْمُكِ يا (أُمَّ النِّهاياتِ)
الْيَوْمَ يَوْمُكِ يا أَرْضًا أُقَدِّسُها *** وَالْمَوْتُ فيها شَهيدًا خَيْرُ غاياتي
الْيَوْمَ عُرْسُكِ، وَالْأَحْرارُ كَمْ دَفَعوا *** مَهْرًا مِنَ الدَّمِ وُحْدانًا وَطاياتِ
الْيَوْمَ أَشْدو لَكِ الْأَلْحانَ في وَلَهٍ *** فَلْتَسْمَعي يا بِلادي بَوْحَ ناياتي
يا لَيْتَني فيكِ يا قُدْسَ الْبَهاءِ لِكَيْ *** أَتْلوْ عَليكِ، بِيَوْمِ الْأَرْضِ، آياتي
الشِّعْرُ عِنْدي أَغانٍ لَسْتُ أَكْتُبُها *** بَلْ طَرَّزَتْها الْأَماني بِالْكِناياتِ
ما الشِّعْرُ مِنْ أَجْلِ مالٍ أَوْ لِجائِزَةٍ *** وَلا لِأَجْلِ عَطايا أَوْ جِراياتِ
ما الشِّعْرُ إِلّا حَريرُ الضّادِ تَنْسِجُهُ *** روحُ الْفَتى حينَ يَخْلو لِلْهِواياتِ
وَما الْقَصائِدُ إِلّا بَوْحُ مَنْ أَمِلوا *** بِما تُصَوِّرُهُ أَحْلى الرِّواياتِ
أُهْدي فِلَسْطينَ، يَوْمَ الْأَرْضِ، أُغْنِيَةً *** ما غَرَّدَتْها عَصافيرُ الْحِكاياتِ
الْيَوْمَ يُزْهِرُ فيها اللَّوْزُ في أَلَقٍ *** وَالْأَرْضُ تَرْفُلُ في أَبْهى الْعَباياتِ
الْيَوْمَ رائِحَةُ الْحَنّونِ طاغِيَةٌ *** عِطْرُ الشَّهادَةِ يَشْذو في الرِّثاياتِ
لِلْأَرْضِ ذاكِرَةٌ لا تَنْمَحي أَبَدًا *** فَكَيْفَ تَنْسى لِصُهْيونَ الْجِناياتِ؟!
كَمْ مِنْ شَهيدٍ بِأَرْضِ الْمَجْدِ أَعْدَمَهُ *** فَلا ضَميرَ لَدى أَهْلِ الْغَواياتِ
كَمْ مِنْ رَضيعٍ لَهيبُ الْحِقْدِ حَرَّقَهُ ** في حِضْنِ أُمٍّ وَفي أَحْضانِ داياتِ
ما مازَ إِرْهابُهُ الْأَطْفالَ مِنْ (زُلُمٍ) ** وَلا ثِيابَ الصَّبايا مِنْ (دِماياتِ) 
لِلْأَرْضِ رائِحَةٌ كَالْمِسْكِ تَنْبُذُهُمْ *** فَكَيْفَ تَقْبَلُ تَجْميعَ النِّفاياتِ؟!
وَالْأَرْضُ تَرْفُضُ مَنْ باعوا مَبادِئَهُمْ *** وَالشَّعْبُ يَرْفُضُ أَحْكامَ الْوِصاياتِ
وَالْأَرْضُ تَشْكو أَخًا ظُلْمًا يُحاصِرُها *** واللهُ يَسْمَعُ مَنْ بَثَّ الشِّكاياتِ
عَبادُ رَبّي بِمَسْرى الْحِبِّ مَوْعِدُهُمْ *** فلا تَغُرَّنْكَ أَطْوالُ الْبِناياتِ
هذا وَرَبّي دَليلٌ أَنَّ مَوْعِدَنا *** أَمْسى قَريبًا لِرَفْعِ الْقُدْسِ راياتي
______________
جواد يونس