في كلّ عيدٍ أرى الأفراحَ تهجرُني
إن كان طيفُك في الأشواك يَرميني

أصحو على لهفةِ الأقدارِ تمنعني
من السرور وفي الآهاتِ تُلقيني

يا عيدُ فاصبرْ على قلبي ومَنْ حُبسَتْ
لديه روحي وبالآمال يُحييني

علَّ القساوةَ في جنبيه قد مُسِحت
وشفَّهُ الوجدُ في شوقٍ يناجيني

أساهرُ النجمَ سُهدًا وهو في وسنٍ
يعانقُ النومَ والآلامُ تُبكيني

ويصدحُ الطيرُ فجرًا لحنَ أغنيةٍ
فيشعلُ الشوقَ نارًا في شراييني

وتهدلُ الروحُ كالورقاءِ قد وَجِلَتْ
أمام صيادِها يهوي بسكينِ

يا عيدُ بلّغْ سلامي للألى ابتعدوا
وسطّروا الآهَ في وجدي وتكويني

تعبتُ يا عيدُ من مدٍّ ومن جزرٍ
والبعدُ عن وطني قهرٌ يعنّيني

راودت نفسي لكي تنسى مرابعَه
فعادت النفسُ تجثو بالقرابين

تقدمُ الروحَ قربانًا له عبِقًا
فتُزهَقُ الروحُ والآهاتُ تكويني

يا عيدُ إن زرتَ أوطاني وأربعَها
أوصل سلامي لِطيْفٍ بات يُضنيني

وقبّل الصبحَ تربًا كنتُ ألثمُهُ
فيعبق المسكُ من ريّاه يَشفيني

سافرتُ يا وطني في غربتي زمنًا
هل بالجراحِ أيا محبوبُ ترويني ؟

إني ابتليت بحبٍّ عزّ مطلبُهُ
كيف الخلاصُ لقلبٍ فيك يُدميني؟

قد بتَّ يا وطني سجنًا أنِسْتُ به
هل من سُباتٍ لسجاني سينسيني؟

خمسون عيدا مضت في كهف أروقتي
قد شاقني حضنك الحاني يواسيني

ريما الدغرة البرغوثي