مَاعُــدْتُ أمْــلِكُ إلاَّ الدَّمْــعَ وَ القَلَمَـا
وَ فِكْرَتِي شَمْعَـةٌ رَغْمَ الّذِي انْهَزَمَـا
*
يَا أيُّهَا الوَطَـنُ المَسْكُـــونُ فِي دَمِنَـا
بِـأيِّ ذَنْبٍ أرَاكَ اليَــــــــوْمَ مُتَّهَـمَـــا ؟
*
كَمْ أوْقَـدُوا النَّـــارَ فِي أحْشَـاءِ أمَّتِنَـا
وَأطْفَؤُوا الشَّمْسَ كَيْ لاَ تَبْلُغَ القِمَمَـا
*
قَدْ جَرَّدُوكَ مِنَ الأخْلاَقِ وَ انْفَجَرَتْ
فِيكَ الدِّمَــاءُ وَ صِرْتَ الآنَ مُنْقَسِمَـا
*
مَــالِـي أرَاكَ بِـلاَ قَــلْبٍ وَ أجْنِــحَــةٍ
إلَى مَتَى تَسْتَبِيـــحُ القُـدْسَ وَ القِيَمَــا ؟
*
لَمْ تَبْقَ إلاَّ دِمَـــاءُ الشَّعْبِ يَا وَطَنِـي
لَعَلَّهَـا تُوقِـــدُ الآفَـــــاقَ إنْ عَـزَمَـــا
*
مَازَالَ يَسْكُنُنِـــي شَـــوْقٌ وَ مَوْهِبَــةٌ
لِأرْسُمَ الشَّمْسَ فِي أعْمَاقِ مَنْ ظَلَمَـا
*
سَيَبْلُــغُ العَالَـــمُ المَجْنُــونُ ذِرْوَتَـــهُ
وَيَغْرَقُ الكَوْنُ هَلْ مَنْ يُنْقِــذُ الْهِمَمَـا ؟
*
يَا شَمْعَـةً مِنْ وَرَاءِ السِّجْنِ تَحْرِقُنِـي
أمَا عَــزَفْتِ بِأنَّ اللَّيْـــــلَ قَدْ سَئِمَـــا ؟
*
ثُورِي عَلَى قَاتِلِ الأحْلاَمِ وَ اخْتَرِقِي
كُلَّ الّذِي فَجَّرَ الأعْمَاقَ وَاضْطَرَمَـا
*
لَنْ يَنْتَهِي أمَلِي المَسْحُوقَ فِي قَفَصٍ
إلاَّ وَ قَدْ عَـــاوَدَ الإبْحَــارَ وَاغْتَنَمَــا
*
هِيَ الحَيَــــاةُ نَرَاهَـــا مِثْلَمَــا وَقَفَـتْ
لَكِنَّهَا تَحْمِـلُ الأسْــــرَارَ وَ الْحُلُمَـــا
*
يَا مَنْ لَهَـا سَاقَنِـــي الإلْهَــامُ مُنْتَشِيًـا
وَصِرْتُ أرْسُمُ مِنْ أفْكَارِهَـا الحِكَمَـا
*
لاَ لَنْ أوَدِّعَ فِي الأعْمَــــــاقِ أمْنِيَــةً
وَ رُبَّما سَـوْفَ أبْكِي الحُلْـمَ إنْ لَزِمَـا
*
رَسَمْتُ دَرْبِـي فَهَــلْ أحْيَــاهُ مُغْتَرِبًـا
لَكِنَّنِي لَنْ أخُــونَ الجُــرْحَ وَ النَّغَمَــا ؟

_______________________
محمد الصالح بن يغلة-الجزائر