يا دارَ أهلي كم أحنُّ لشُرفةٍ
منها أُراقِبُ شمسَنا إذْ تَغْرُبُ

والأرضُ شاسعةُ المدى مِن حولِها
كنّا نَلُمُّ زهورَها أو نَلْعَبُ

وعُقودُ حَنّونٍ تُطَوِّقُ جيدَنا
تاجٌ على رأسي اقحوانٌ مُذْهَبُ

أرضٌ يُقالُ لها " الحَمارَةُ" إنّها
ثَرّى ومِن كلّ الأراضي أخصبُ

كانت طفولتُنا البريئةُ كوثَراً
والأرضُ حولي لِلْأحِبَّةِ تُنْجِبُ

يوماً وداهمَنا العدوُّ بِغَدْرِهِ
ما مِن مُقاوَمَةٍ،صُروفٌ خُلَّبُ

دبّابةٌ عبَرَتْ تُجَلْجِلُ بالرّدى
وجنودُهم مثلَ القرودِ تَوَثَّبوا

شَرَرٌ تطايَرَ مِن عيونٍ فجَّةٍ:
( أينَ السِّلاحُ وَوَيْلَكم إنْ تَكْذِبوا)

وظَنَنْتُ أنَّ العُرْبَ سوفَ تُغيثُنا
لكنَّهم ظنَّ البُنَيَّةِ خَيَّبوا

والناسُ ظنّوا الخصمَ سوفَ يَروحُ عَنْ
أرضي وأنَّ الحقَّ دوماً يَغْلِبُ

لكنْ سنينٌ قد تطاولَ مَرُّها
عاثوا فساداً في البلادِ وخَرَّبوا

حتى قضى ربّي بِعاصفةٍ لَنا
ثارتْ ،لِحقِّ بلادِنا كم تَطْلُبُ

بذَلوا الدِّماءَ رخيصةً مِن أجْلِها
مِن أجْلِها ضحّى الشَّبابُ وشُيَّبُ

ودِماكَ يا ابنَ العمِّ فاضَتْ حُرَّةً
كي ينْبُتَ الغارُ الذي نستَعْذِبُ

الله أكبرُ فلْتَجِئْ يا نَصْرَنا
وعدُ الإلهِ وما لدَيْهِمْ مَهْرَبُ
————
ليلى عريقات