قال تعالى : ( وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ . وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاء أَصْحَابِ النَّارِ قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ . وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُواْ مَا أَغْنَى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ . أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ ) الأعراف/ 46 – 49 .
المُلاحظ أن المفسرين اختلفوا اختلافاً واسعاً في  تحديد من هم أصحاب الأعراف، لكني في هذه السطور لن أختار من أقوالهم ولن أرجح بينها. أما ما يعنيني هنا  أن الله عزّ وجل  وصفهم بأنهم رجال، وأنا أجزم أن هذه الكلمة لا علاقة لها بكلمة رجولة المتعارف عليها، والتي يصحُّ استخدامها في الحياة الدنيا فقط، أما الآخرة فلا رجولة فيها: ألم تقرأ قوله تعالى"يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه".
الذي أرجحه أن كلمة رجال هنا أي واقفون على أرجلهم، وهذا المعنى شبيه بقوله تعالى" وأذّن في الناس بالحج يأتوك رجالاً". والله تعالى أعلم وأجل
نجم رضوان