وداعاً رمضان:

يا راحلٌ عنّا على استعْجالِ
ما قد نسينا فرحةَ الإطلالِ.

لما سمعنا بالرحيلِ أهالَنا
حَزَنٌ على هذا المقامِ العالي.

يا راحلٌ عنّا أما من فُسْحَةٍ
حتى ولو تبقى لعشرِ ليالِ.

ما زالتِ الأرواحُ ترجو نفحةً
كي نستَغِلَّكَ أيَّما استغلالِ.

ما زالَ فينا للصيامِ تلَذُّذٌ
لم نرتوِ من خيرِكَ المِنوالِ.

ما أجملَ التقوى بظلِّ سكينةٍ
نسموا بها وبصالحِ الأعمالِ.

وتلاوةُ القرآنِ أجملُ وصفةٍ
أضْفَتْ على الأرواحِ كلَّ جمالِ.

يا حسرةً لمُقَصِّرٍ ومُفرِّطٍ
ومُسَوِّفٍ في غايةِ الإهمالِ.

يا ربِّ أكرمْني وهبْ لي رحمةً
أنجو بها من سطوةِ الأهوالِ.

أصلِحْ فسادَ قلوبِنا واجعلْ لنا
رزقاً وعافيةً بغيرِ زوالِ.

يامن تحبُ العفوَ عفوُكَ مُنْيتي
ورضاكَ أعلى مطلَبٍي ومنالِي.

فاقبلْ صياميَ والقيامَ تكرُّماً
يا عالماً بسريرتي وبحالي.

إنّي دعوتُكَ راجياً ومؤمِّلاً
بعطاكَ ربّي فاستجبْ لسؤالي.

حَرِّمْ على النيرانِ كلَّ جوارحي
واجعلْ بجناتِ النعيمِ مآلي.

واجعلْني ياربي جوارَ المصطفى
معَ والدَيَّ وأسرتي وعيالي.

ثمَ الصلاةُ على النبيِّ محمدٍ
والمؤمنينَ وصحْبِهِ والآلِ.

#وليدالطيب